"التقسيط" على "تنكات" الزيت.. فتح شهية الغزيين | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

"التقسيط" على "تنكات" الزيت.. فتح شهية الغزيين



غزة - سمارت إندكس

مع دخول حصاد جنّي ثمار الزيتون المباركة، يستقبل تجار زيت الزيتون في قطاع غزة، موسمهم في بيع جالونات الزيت، بفرحة تامة، نظرًا للمردود المالي الوفيّر؛ لكن حال الأوضاع الاقتصادية المتردية لدى المواطنين رّنّت للتجار اتباع نظام بيع "التقسيط" على مراحل عدة.

وبعد تفاقم الأوضاع المالية "الهشة" لدى الأهالي في القطاع، لأسباب عدة، منها: تشديد الاحتلال "الإسرائيلي" من حصاره، والخصومات المالية على رواتب الموظفين الشهرية للنصف، اتبعَ تجار الزيت آلية "التقسيط" في بيع معروضاتهم، ليتمكن المواطنين ذات الدخل المحدود من الشراء، فيما لاقت فكرة "التقسيط" إقبال كبير من قبل المستهلكين على اقتناء الزيت.

نظام "التقسيط"، هو اتفاق بين البائع والمشتري على أن يدفع الأخير مبلغ مالي، على دفع عدة، جراء شراء سلعة معينة، ويقوم المشتري بدفع المبلغ المتبقي كافة، خلال الأيام او الأشهر القادمة حسب ما تم الاتفاق عليه.

وكان المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة م. أدهم البسيوني، قد أعلن في مؤتمرٍ صحفي الأسبوع الماضي، عن موعد بدء موسم قطف الزيتون، الذي يُصادف يوم الاثنين الماضي الموافق 14/10/2019.

نظام "التقسيط" المُتبع في بيع جالون زيت الزيتون، لتخفيف العبء عن الناس، حيث يقول التاجر محمد يوسف  "إنّه يبيع "ثنكات" الزيت بهذه الآلية منذُ سنوات عدة".

ويضيف يوسف، بأن آلية "التقسيط" المالي تساعده في بيع معروضاته بشكل أسرع، وفي المقابل تُسهل على المواطنين إمكانية شراء الزيت، في ظّل أوضاع اقتصادية صعبة يًعيشها أهالي القطاع.

وفي اليوم الواحد يَبيع ما يقارب من خمسة إلى ستة "تنكات" زيت وتختلف من يوم لآخر حسب الطلب عليها، ويوضح التاجر، بأن أكثر أنواع الزيت مرغوب لدى المواطنين هو زيت "السري".

وعن الموسم الحالي، يوضح يوسف بأن كميات الزيت هذا العام وفيرة وتغطي احتياجات المواطنين كافة، إضافة إلى سعرها المناسب الذي يتراوح سعر الجالون الواحد بنظام التقسيط من 80 لـ90 دينار، او 450 شيكل.

ويشير إلى انّ، هذا الموسم شَهد إقبال كبير من قبل المواطنين على شراء الزيت وفق نظام "التقسيط"، لافتًا إلى أنّه يتفق مع المشتري على أن يدفع دفعة أولى "100" شيكل، ويقسط المبلغ المتبقيّ على أشهر عدة.

ويستمر في بيع "تنكات" الزيت طوال أشهر السنة، حتى قبل بدء الموسم الثاني بشهرين، ويؤكد بأنّ مهنته توفر الدخل الأساسي لقوت عائلته المكونة من 8 أفراد.

ويَعزي التاجر، هذا الاقبال الكبير على شراء الزيت، سببه تردي الأوضاع المالية لدى الأهالي بفعل الحصار "الإسرائيلي" والخصومات على رواتب الموظفين، وقلة فرص العمل.

ونظرًا لقلة دخله المحدود، يقول المواطن أحمد غزال، إنّه تمكن من شراء "تنكة" زيت واحدة على آلية الدفع المتكرر "التقسيط".

 ويضيف غزال، بأنّه دفع مقابل اقتناءه الزيت، كدفعة أولى 60 شيكلاً، من أصل 450 شيكل، فيما يتم دفع المتبقي للتاجر، لـ 6 أشهر، وفي كل شهر يقسط 55 شيكلاً.

وسبب دفعه لاقتناء الزيت وفق نظام "التقسيط"، يوضح المواطن غزال، أنّ دخل عائلته المكونة من 5 أفراد، محدود، بالإضافة إلى أّنه خريج وعاطل عن العمل، ويعمل حاليًا في مهنة الحدادة، بشكل غير منتظم ومؤقت.

ولم يختلف المواطن محمد خليل عن سابقه، حيثُ اقتنا نصف جالون من الزيت بالشراكة مع أحد المواطنين، ويقول، :"إنّه انتظر ساعات طويلة في إحدى معاصّر الزيتون، ليتقاسم الدفع مع مواطن ثاني، لشراء قالون زيت واحد".

ويضيف، أنه اتفق مع المواطن على شراء جالون زيت بسعر 460 شيكلاً، ويدفع دفعة أولى كلٌ منهما 100 شيكلأً، ويتم تقسيط الباقي على أشهر قادمة، بحسب الاتفاق مع تاجر الزيت.

وتعمل في غزة، 28 معصرة لعصّر الزيتون موزعة على المحافظات القطاع الخمس، منها ثمانية معاصر من الصنف القديم، والباقي الـ20 منقسمة بين معاصر تعمل بنظام اتوماتيك او نصف اتوماتيك.

خريج وعاطل عن العمل، ولديه أسره مكونة من 3 افراد، يوضح خليل عن دفعه لاتباع آلية "التقسيط" على الزيت، "أنّه يعمل كسائق أجرة عند مالك السيارة، ويتحصل من عمله في اليوم 20 شيكلاً".

وعن نظام "التقسيط" على الزيت"، يَصف المواطن، بأنّها آلية مساعدة في تخفف العبء على المواطنين، حيثُ تمكنهم في الحصول على الزيت لعائلاتهم المستورة.

يغطي كافة احتياجات القطاع

الناطق باسم وزارة الزراعة م. أدهم البسيوني أوضح في تصريح له، أن مساحات زراعة الزيتون المنتجة في غزة، تقدر بحوالي 32 ألف دونم، من اجمالي مساحة 39 ألف دونم.

 وافتتحت الوزارة موسم قطف الزيتون صباح يوم الاثنين الماضي على أرض مخيمات العودة شمال قطاع غزة، وتخلخل الاحتفال زيارة لأراضي المواطنين ومعاصر عصر الزيتون.

وبينّ البسيوني، بأن موسم الزيتون الجديد، حقق نسبة عالية وجيدة مقارنةً بالسنوات السابقة، مشيرًا إلى أنه الموسم يغطي نسبة كبيرة من احتياجات غزة من الزيت والزيتون.

وتوقع المهندس، أن حجم الإنتاجية هذا العام قد يصل لـ30 ألف طن تقريباً، منها 6 آلاف لتخليل حبات الزيتون، و 24 ألف طن لإنتاج زيت، بمعدل انتاج 4 آلاف طن.

واكد بأن وزارته، كثفت من جولاتها خلال الفترة الماضية، لأراضي المزارعين ومعاصر الزيتون لتقديم الخدمات الارشادات الفنية اللازمة التي تضمن الحفاظ على المنتج المحلي كمًا ونوعًا.

ومن الجدير ذكره، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يشدد من حصاره على قطاع غزة منذُ أكثر من 12 عامًا، ما انعكس بشكل سلبي على زهاء مليوني مواطن غزّي، وتردي الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل.

 

المصدر / فلسطين اليوم الاخبارية 

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND