أمريكا وتايوان .. شراكة تجارية من الزراعة إلى الرقمنة لمواجهة ضغوط بكين | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية دولية

أمريكا وتايوان .. شراكة تجارية من الزراعة إلى الرقمنة لمواجهة ضغوط بكين



رام الله - سمارت إندكس

أعلنت تايوان والولايات المتحدة، أمس، عن خطط لإجراء محادثات تجارية في أوائل الخريف، في وقت حذر دبلوماسي أمريكي كبير بكين من مواصلة التضييق على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعدها الصين جزءا من أراضيها.
وبلغ التوتر ذروته في مضيق تايوان عقب زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه، ما أثار رد فعل غاضب من بكين التي أطلقت أكبر تمارين عسكرية لها في محيط الجزيرة.
ومن المتوقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقمية والممارسات التنظيمية وإزالة الحواجز التجارية، حسبما أعلن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان أمس.
وقالت سارة بيانكي نائبة الممثل التجاري الأميركي، إن المحادثات ستسعى إلى "تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيم المشتركة وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التايوانية في تغريدة: "نرحب بهذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي بين بلدينا المحبين للحرية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم "نرحب بهذا الإعلان، وتايوان جاهزة.. الولايات المتحدة وتايوان تربطهما علاقات تجارية واستثمارية، والجزيرة أيضا مورد عالمي مهم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطورا، المستخدمة في كل شيء من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
لكن عبرت الصين، التي مازالت أكبر شريك تجاري لتايوان، عن القلق إزاء الإعلان عن المحادثات، وقالت: إنها تعارض ذلك بشدة".
وقالت شو جويتتينج المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية للصحافيين أمس: "إن الصين دائما ما تعارض أي اتصالات رسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية، الأمر يتعلق بالعلاقات الصينية الأميركية".
وتعد بكين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد أن الجزيرة ستعود إلى سيادتها يوما ما، وبالقوة إن لزم الأمر. والعام الماضي كانت 42 في المائة من صادرات تايوان موجهة إلى الصين وهونج كونج، مقابل 15 في المائة للولايات المتحدة.
وتنتهج واشنطن سياسة الاعتراف الدبلوماسي ببكين وليس بتايبيه، لكنها ترتبط بعلاقات فعلية مع تايوان وتدعم حقها في تقرير مصيرها.
وأكدت الولايات المتحدة أن موقفها حيال تايوان لم يتغير واتهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعة للمناورات العسكرية.
وعد كبير الموفدين الأميركيين إلى شرق آسيا أن بكين ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر المقبلة بعد المناورات.
وقال دانيال كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والهادئ، للصحافيين في مؤتمر بالهاتف "لم تتغير سياستنا، لكن ما تغير هو التضييق المتزايد من جانب بكين". وأضاف أن "هذه الأفعال تندرج ضمن حملة ضغوط مكثفة بمضايقة تايوان وتقويض قدرتها على الصمود".
وشدد الموفد على أن واشطن سترد على السلوك العدواني للصين "بخطوات هادئة ولكن حازمة"، لإبقاء مضيق تايوان مفتوحا ويسوده السلام.
ورغم أن التأثير الفوري لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي لتايوان قد يتلاشى، لكنها جعلت مديري صناديق الاستثمار في العالم يعيدون التفكير في كيفية التعامل مع العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
وفي تحليل سابق نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء، قال المحللان روث كارسون وشارلوت يانج: إن أسواق المال وخبراء الاقتصاد يحاولون رصد التداعيات المحتملة لزيارة بيلوسي لتايوان، وتصاعد المواجهة بين واشنطن وبكين بدءا من تراجع العلاقات الاقتصادية بينهما، ثم زيادة الضغط على سلاسل الإمداد العالمية الهشة أو حتى احتمال استخدام بكين لحصيلتها الضخمة من سندات الخزانة الأمريكية كسلاح لضرب الاستقرار المالي للولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، سلطت زيارة بيلوسي لتايوان الضوء مجددا على المخاطر التي تهدد الأسواق المالية نتيجة تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في الاستثمارات الاستراتيجية في الأسواق الصينية، وسوق السلع العالمية والملاذات الاستثمارية الآمنة، إذا ما تدهورت العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين العظميين.

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND