الأضاحي في قطاع غزة.. أسعار مرتفعة وإقبال متواضع | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

الأضاحي في قطاع غزة.. أسعار مرتفعة وإقبال متواضع



رام الله - سمارت إندكس

نجح المواطن توفيق أبو مزروع "٥٠ عاما" في العثور على أضحية بعد بحث وعناء استمر لمدة أسبوعين، فسوق دير البلح لبيع الأضاحي كان الوجهة الأخيرة للمواطن بعد جولات متعددة على أسواق قطاع غزة، فشلت جمعيها بسبب الأسعار المرتفعة ورفض الباعة نظام التقسيط.

ولكن فرحة أبو مزروع بالعثور على الأضحية لم تدم طويلا، ففي عملية حسابية صغيرة، وجد أن السعر المعروض عليه لا يتناسب مع قدرته على السداد رغم موافقة البائع على التقسيط، فثمن الأضحية زاد ما يقارب الألفي شيقل مقارنة بالدفع بشكل نقدي، وهنا استمر الجدل بين أبو مزروع والبائع لأكثر من ساعة، انتهى بفشل جديد بشراء الأضحية رغم النجاح المبدئي في العثور عليها".

ويقول أبو مرزوع لمراسل "الحياة الاقتصادية": لا يعني أن تعثر على أضحية مناسبة في الوزن والشكل والشروط المطلوبة أنك ستقوم بشرائها، فالمفاوضات مع الباعة قاسية وصعبة رغم الإقبال الضعيف على شراء الأضاحي لهذا العام، لأن التكلفة في تسمين الأغنام والأبقار زادت بمعدلات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والرعاية الطبية".

ويوضح أبو مزروع أنه يملك حوالي ٧٠٠ شيقل فقط، ويمكنه دفع مثلها بعد عيد الأضحى إذا تمكن من شراء أضحية، ولكن جميع تجار الأغنام يرغبون بالدفع النقدي بسبب الديون المتراكمة عليهم من أعلاف وأدوية، مؤكدا أن من يقبل بالبيع بنظام التقسيم فإنه يُضيف كثيرا على الثمن الطبيعي للأضحية.

ويحتاج قطاع غزة إلى 17 ألف رأس من العجول وما يقارب 22 ألف رأس من الأغنام في موسم الأضاحي لهذا العام 2022، ووفقا للجهات المسؤولة بغزة فإن تلك الكميات متوفرة ولكن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي لتصل إلى ٢٠ شيقلا للعجول حسب النوع، و٦ دنانير للأغنام.

التاجر صبحي السموني يُشير إلى أن الكميات الموجودة في الأسواق تكفي حاجات القطاع ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام السيولة المالية أفقدت المواطنين القدرة على شراء الأضاحي هذا العام قائلا:" أنظر لهذا السوق ستجد جميع أنواع الأغنام متوفرة، ولكن لن تجد شخصا يقتاد أضحية إلى خارج السوق، وهذا يعني أن الإقبال ضعيف جدا".

وبما يتعلق بالأنواع قال السموني:" هناك العساف والبلدي والماعز في الأغنام، ولكن الأغلبية تُفضل العساف لقلة الدهون، ولكن كما يعاني المواطن من الأسعار المرتفعة للأضاحي، أيضا نعاني نحن كتجار من الجنون في أسعار الأعلاف، فقد بلغ سعر شوال العلف ١٢٠ شيقلا فيما بلغ شوال الشعير أكثر من ١٠٠ شيقل".

البائع كامل أبو مراحيل أخبر مراسل "الحياة الاقتصادية" بتخوفاته الكبيرة من استمرار الكساد في البيع، الأمر الذي سيكبده خسائر فادحة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف، مشيرا إلى أن الأيام القليلة المتبقية على حلول عيد الأضحى المبارك لا توحي بالخير، فالإقبال في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان كبيرا أما هذا العام فكما ترى هناك ضعف شديد وغياب شبه تام للمشترين".

وحول نظام التقسيط يقول أبو مراحيل:" لقد أجبرنا عليه، حتى لا تتكدس الأغنام في حظائرنا ونتكبد خسائر كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف" مضيفا:" ولكن الكثير من الزبائن لا يرغب في أن يكون ثمن التقسيط أعلى من ثمن الشراء النقدي، وغالبا ما تفشل عمليات البيع لهذا السبب".

المواطن مسمح قويدر قال لمراسلنا:" المأساة التي نعيشها لا تقتصر على شراء الأضاحي فقط، وإنما في كل مناحي الحياة، فمعظم السكان بغزة يعتاشون على الكابونات، ودخلنا الأيام الأخيرة قبل حلول عيد الأضحى، وكما تشاهد فالمواطن غير قادر على الشراء والتاجر غير قادر على البيع" ولكن نأمل من الله الفرج وأن يغير أحوال سكان قطاع غزة المظلومين المقهورين قريبا.

الحياة الاقتصادية – أكرم اللوح

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND