الاحتلال ولعنة مساحة الصيد بغزة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار متنوعة

الاحتلال ولعنة مساحة الصيد بغزة



غزة - سمارت إندكس

توسيع وتقليص لمساحة الصيد، إطلاق نار وأعيرة مطاطية ومياه عادمة، اعتقالات وتحقيق، محاولات إسرائيلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، للنيل من عزيمة الصيادين، والتلاعب بمصدر رزقهم الوحيد، وتنغيص حياتهم.

قطاع غزة يشهد مؤخراً حالة توتر بشكل شبه يومي، بفعل القصف الإسرائيلي لمواقع تابعه للمقاومة، واتخاذ إجراءات تهدف لتضييق الحصار عليه، كان أخرها تقليص مساحة الصيد لـ 6 أميال بحرية، بالتزامن مع إرجاع تصاريح التجار وعدم السماح بإدخال الإسمنت.

مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي بغزة زكريا بكر، قال إن الاحتلال قرر تقليص مساحة الصيد منذ صباح اليوم الأحد، إلى 10 أميال في المنطقة الواقعة بين مدينة الزهراء ورفح وغزة، في حين أن محافظة الشمال بقيت كما هي 6 أميال بحرية.

وبالتأكيد فإن القرار سيؤثر بشكلٍ كبير على مهنة "الشقاء والعناء" كما يطلق عليها ممتهنيها والمقصود هنا حرفة الصيد، فالصياد وبمجرد سماعه لخبر حلول منخفض جوي، تكبر أحلامه وتعلو طموحاته بقدرته على صيد كميات وفيرة من الأسماك التي تجلبها تلك المنخفضات.

ذلك الحلم الجميل، استيقظ على إثره جميع الصيادين بفرحة عارمة لكن "يا فرحة ما تمت" بعدما حطم الاحتلال هذه الأحلام بقراره المجحف بفرضه قيوداً على المساحة المخصصة للصيد التي ذكرناها سابقاً.

ويتخذ الاحتلال الإسرائيلي قرار تقليص مساحة الصيد، كأحد العقوبات الجماعية ضد سكان غزة المحاصرين منذ أكثر من 14 عاماً، إلى جانب مواصلة الاعتداءات على قطاع الصيد الذي يعد ثاني أكبر القطاعات بغزة بعد القطاع الزراعي.

 

"إذلال وقهر "

الصياد أبو محمد (48 عاماً) قضى جل حياته بالإبحار وصيد الأسماك برفقة والده منذ عشرات السنين، وصف القرار الإسرائيلي بتقليص مساحة الصيد وتوسيعها بـ "المجحف والقاهر".

وقال أبو محمد الذي امتهن حرفة الصيد منذ ما يقارب 20 عاماً، إن هذا القرار الذي يتخذه الاحتلال بين الفينة والأخرى، "إذلال وتلاعب بمصدر رزقنا الوحيد".

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يترقب قدوم المنخفضات الجوية ليصدر قراراً بمنع الصيد لأنه يعلم أنها تجلب الأسماك الوفيرة، وبالتالي يمنعنا من تجاوز المساحة المسموحة، وإذا تعديناها يطلق النيران الثقيلة صوبنا مضيفاً: "هذا بحد ذاته معاناة جديدة تضاف لغزة التي أضحت وحيدة تعيش بمعزل عن العالم".

ولا يختلف حال أبو إسماعيل عن سابقه، حيث قال إن الاحتلال يتلاعب بنا بتوسيع المساحة وتقليصها.

ويعد أبو إسماعيل اتخاذ الاحتلال قرارات مجحفة بحق الصيادين جميعاً بـ "اللعنة" التي أصبحت تلازمهم حتى في أحلامهم.

وأكد أن قرار التوسيع والتقليص بأقل من 24 ساعة "إهانة" لنا بالرغم أننا نحارب من أجل لقمة العيش المغمسة بالدماء، مشيراً إلى أن مهنة الصيد هي الوحيدة التي يسترزق منها ويعيل أسرته.

وشدد على أن معاناتهم لا تقتصر على التقليص والتوسيع بل يتعداه إلى أنهم لا يتمكنون من الاحتفاظ بأثمان بيع الأسماك قائلاً "اللي بنبيعو بنروح نشتري فيه بنزين للمركب وبنجيب الشبك تبع الصيد. وهذا لحاله بحتاج ملايين الشواكل وهذا كوم واحتياجات البيت كوم تاني".

 

"سياسية ممنهجة"

وقال نقيب الصيادين في قطاع غزة نزار عياش، إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة التقليص الممنهجة للضغط على الصيادين وللتلاعب بمصدر رزقهم الوحيد الذي يتعايشون به.

وأكد عياش أن إسرائيل تحاول فرض سيطرتها بشكل كامل على بحر غزة، وفرض قيود جبرية على قطاع الصيد الذي يعد ثاني أكبر القطاعات في غزة.

وأوضح أن 4 ألف صياد يمتهنون الحرفة، ويعيلون قرابة الـ 50 ألف فرد، لافتاً إلى أنهم يشكلون شريحة ليست صغيرة ويشاركون في نمو الاقتصاد بغزة المنهمك أصلاً.

وبين أن ما يقارب 24 قارب ما زالت محتجزة عند الاحتلال، إلى جانب منع إدخال كل اللوازم الخاصة بقوارب الصيد وارتفاع أسعارها الجنونية التي بالكاد يستطيع الصياد شرائها.

وعلى الرغم من كل المحاولات التي تمارسها "إسرائيل" بحق الأهالي بقطاع غزة بشكلٍ عام، والصيادين بشكلٍ خاص إلى أنهم ما زالوا متمسكين بمصدر رزقهم الوحيد ويصرون على الإبحار الذي حوله الاحتلال لكابوس كبير يغرق الجميع في تفاصيله.

 

المصدر / الوكالة الوطنية للاعلام

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND