غزة - سمارت إندكس

دعا اقتصاديون وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، إلى دعم المشاريع التنموية الصغيرة المدرة للدخل، ودعم الأفكار الإبداعية والريادية في هذا المجال، لأهميتها في التخفيف من وطأة البطالة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها ملتقى النجد التنموي بمدينة غزة، أمس، تخلله حفل لتكريم أصحاب مشاريع ناجحة، بمشاركة ممثلين عن مؤسسات محلية وخبراء في التنمية.
وطالب المشاركون المؤسسات الدولية المانحة والجهات المحلية ذات العلاقة بدعم هذا القطاع، وتوسيع رقعة المساعدات المقدمة للريادين وأصحاب المشاريع الناجحة.
وقالت الناشطة رفقة الحملاوي، رئيس ملتقى النجد، إن الشاهد الأكبر على أهمية المشاريع الصغيرة هي تحول دول العالم المتقدمة من الاعتماد على المشاريع الكبيرة إلى المشاريع المتوسطة والصغيرة، بعد أن حققت طفرة اقتصادية كبرى في العديد من الدول ومنها الصين ودول جنوب آسيا وبعض الدول الأوروبية.
وأكدت الحملاوي أنه ومع تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي وانعدام فرص العمل لا بد من الاعتماد على المشاريع الصغيرة المدرة للدخل، بعد أن حققت نجاحاً في إخراج أسر كثيرة من دائرة الفقر إلى الاعتماد على النفس.
من جهتها، أكدت الناشطة عبير ثابت، أن الاعتماد على المشاريع الصغيرة من شأنه أن يحقق نجاحاً كبيراً ويحدث قفزة نوعية في مجال مكافحة البطالة والفقر، وخصوصاً في المناطق المهمشة وفي صفوف الطلبة المبدعين والرياديين.
وأكدت ثابت أن الشباب الفلسطيني يمتلك "قدرة هائلة" على العطاء والنجاح وتقديم الحلول في هذا المجال، وخصوصاً في القطاع التكنولوجي والزراعي، مستشهدة بالعديد من التجارب الإبداعية للشباب وما حققوه من نجاحات محلية وإقليمية أبهرت الجميع.
ودعت إلى عدم تجاهل أهمية المشاريع الصغيرة بصرف النظر عن قيمتها وحجمها والفترة الزمنية التي تحتاجها لإيصال صاحبها لمرحلة الاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدخل المادي.
من جانبه، قال الباحث الأكاديمي حسن طموس، إن المشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة تعتبر بوابة رئيسة ومركزية لتحقيق التمكين الاقتصادي لجميع الشرائح، وخصوصاً النساء ومنحهم المجال للمشاركة الفاعلة في الحياة العامة وحل جزء كبير من مشاكلهم، كما تسهم في تعزيز قيم المواطنة والعدالة الجندرية.
وأشار طموس إلى أنه وفي ظل الواقع السياسي والاقتصادي المعقد الذي يواجه المتعطلين عن العمل، وعلى رأسهم النساء تسهم المشاريع الصغيرة في خلق فرص عمل ودخل مادي لأسر هذه الشريحة وتخفف من مظاهر العنف المجتمعي.
بدوره، دعا الناشط الاجتماعي والتنموي نصر عياد، إلى الاهتمام بشريحة الشباب المبدعين بالمجال التكنولوجي لتنمية قدراتهم عبر منحهم الأموال اللازمة لخلق مشاريع أو تنمية مشاريع قائمة.
وقال عياد إن الواقع يثبت توجه شريحة واسعة من الشباب للاستثمار والعمل في قطاع التكنولوجيا والاتصالات ولكن ظروفهم الاقتصادية تحول دون ذلك، ما يتوجب على المؤسسات المحلية والأجنبية المانحة احتضانهم وتوفير سبل النجاح.
وشدد عياد على أهمية التوسع في دعم المشاريع الزراعية النباتية والحيوانية الصغيرة والتي من شأنها توفير حاجة القطاع من المنتجات الزراعية الأساسية.

 عيسى سعد الله