حركة اقتصادية نشطة لم تعهدها أسواق قطاع غزة منذ أشهر طويلة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

حركة اقتصادية نشطة لم تعهدها أسواق قطاع غزة منذ أشهر طويلة



رام الله - سمارت إندكس

شهدت أسواق قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، حركة تجارية نشطة، لم تعهدها منذ أشهر طويلة، وذلك بالتزامن مع صرف رواتب موظفي دولة فلسطين كاملة، بقرار من الرئيس محمود عباس.

وشهدت “المولات” التجارية والأسواق الشعبية ازدحاما غير مسبوق، وإقبالا كبيرا على شراء الحاجيات والتسوق بكافة أشكاله، فيما لا يزال عشرات الموظفين يصطفون لليوم الثالث على التوالي، أمام الصرافات الآلية للحصول على رواتبهم.

التاجر محمود العزب "٤٤ عاما"، صاحب إحدى البسطات في سوق النصيرات، أكد أنه لم يشهد منذ شهور طويلة، هذه الحالة النشطة في عملية الشراء والبيع، مؤكدا وجود انتعاشه كبيرة للأسواق والمولات التجارية في قطاع غزة خلال هذه الأيام.

ويشير العزب إلى أنه في العادة لا يتمكن من بيع كامل بضاعته من الخضروات والفواكه التي يجلبها من المزارع القريبة من الشريط الحدودي، ولكنه في هذا اليوم تمكن من تصريفها جميعا في وقت زمني قليل وقبل انتهاء السوق بثلاث ساعات.

ويقول العزب: "نعرف جميعا بأن موظفي دولة فلسطين سيتقاضون رواتبا كاملة هذا الشهر، ولكننا لم نتوقع هذه الانتعاشة في الحالة الشرائية"

ويضيف: "قمت فعلا بزيادة شراء كميات البضاعة التي أسوقها ولكن كما قلت سابقا فقد نفذت أيضا الكمية الإضافية قبل انتهاء فترة السوق التي تمتد حوالي ست ساعات".

الموظف محمود عبد القادر الدقن "٤٥ عاما"، من سكان مدينة دير البلح، والمتواجد في سوق النصيرات وسط قطاع غزة، أخبر أن الزيادة المستحقة التي حصل عليها هذا الشهر في راتبه، مكنته من التسوق بحرية وشراء الحاجيات الأساسية لعائلته ولوالديه وهو ما لم يتمكن من تنفيذه في السابق.

ويذكر الدقن: أنه في العادة يحصل على نصف راتبه، بسبب تراكم القرض الذي حصل عليه من البنك، إضافة لعدد من البطاقات الشرائية التي قام بجدولتها في السابق، معبرا عن أمله في استمرار الحالة التوافقية التي تعيشها فلسطين، والتي رسخها الرئيس محمود عباس بمراسيمه الرئاسية التي دعا فيها لإجراء الانتخابات العامة".

وعبر الدقن عن تفاؤله في المرحلة القادمة، وإنهاء حقبة الانقسام المرير التي عاشها شعبنا في قطاع غزة، مؤكدا إدراك الكثير من الموظفين لصعوبة المرحلة الماضية، وللأزمة التي عاشتها السلطة الوطنية، بسبب إجراءات الاحتلال في حجز أموال المقاصة والضغط الأمريكي للقبول بصفقة القرن.

واعتبر الدقن أن الانفراجة التي يعيشها قطاع غزة، جاءت بفضل صبر الموظفين، وصمود القيادة الفلسطينية وقرارات الحكيمة وثباتها في وجه التحديات والضغوط التي كانت تهدد قضيتنا الوطنية، مرسلا تحياته للرئيس محمود عباس وقراراته الشجاعة لإنصاف أبناء شعبه في قطاع غزة.

بائع السجائر المتجول عبد الحميد الدريملي "٢٠ عاما" كشف أنه ولأول مرة منذ أشهر، ينفذ مخزون السجائر لديه، وفشلت محاولاته للحصول على كميات كبيرة منه لبيعها، واكتفى في النهاية للبيع القليل ليتمكن من الحفاظ على زبائنه.

ويقول الدريملي أن الفترة السابقة كان يقوم ببيع كميات قليل من السجائر متجولا في الأسواق، مشيرا إلى أن معظم البيع يكون "نفلا" بمعنى أن المواطن يشتري سيجارة واحدة في كل عملية بيع، أما الآن فأصبح البيع أفضل ومعظم الزبائن خاصة من الموظفين يقومون بشراء علبة كاملة من السجائر.

ورغم الانتعاشة الاقتصادية التي قد تستمر عدة أيام، إلا أن قطاع غزة مازال يعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث بلغت معدلات البطالة ٥٠٪ بمعدل ربع مليون عاطل عن العمل وهو ما يمثل نصف القوى العاملة، فيما تعتبر فئة الشباب الأكثر تضررا بنسبة بلغت 72٪، ووصلت معدلات الفقر إلى 53٪ وهناك تخوفات من تخطيها لحاجز الـ64٪ مع تراكم أضرار جائحة "كورونا".

وتشير الاحصائيات الرسمية إلى أن انعدام الأمن الغذائي بلغ معدلات مرتفعة وصلت إلى 68٪، فيما طالت الآثار الكارثية كافة الأنشطة الاقتصادية وعلى رأسها القطاع السياحي الذي شهد نسبة تعطل بلغت 95٪، وبما يشمله هذا القطاع من شركات وفنادق ومكاتب حج وعمرة ومطاعم وغيرها"

 

المصدر/ الحياة الجديدة

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND