عمالة الأطفال في غزة.. واقع مأساوي يهدد مستقبلهم | سمارت إندكس

أخبار

معلومات اقتصادية

عمالة الأطفال في غزة.. واقع مأساوي يهدد مستقبلهم



لا تكاد تمر عند موقف للسيارات أو ساحة عامة أو متنزه في قطاع غزة إلا ويستوقفك مشهد الأطفال، لكنهم ليسوا كباقي الأطفال الذين سحقت الأوضاع الاقتصادية المتردية هناك طفولتهم بكل ما تحمل من معالم البراءة، لتلقي بهم على الأرصفة وأزقة الشوارع باعة متجولين يبحثون عن لقمة العيش.
الوقوع بين فكي الفقر والعوز دفع كثيرين منهم لترك مقاعد الدراسة وتفضيل الانضمام لسجلات عمالة الأطفال التي باتت تشكل ظاهرة مقلقة في قطاع غزة. ظاهرة دفعت جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي لتنفيذ بعض البرامج التي من شأنها تحسين حياتهم وتجنيبهم مخاطر ما يقدمون عليه.
أحمد فروانة الإخصائي النفسي في جمعية الوداد يكتب عبر صفحته على "فايسبوك" قائلا: "بعد الحروب المتتالية على قطاع غزة والحصار المفروض عليه الذي أدى لتردي الأوضاع الاقتصادية وجدنا نسبة كبيرة من الأطفال دون سن الـ15 عاما يعملون".
ويتابع فروانة: "ارتأت جمعية الوداد أن تقدم خدمات متنوعة نفسية واجتماعية وصحية لهؤلاء الأطفال بهدف الحد من ظاهرة عمالة الأطفال وضمان استمرار الحماية الفعالة واللازمة لهم".
الأصعب من تفشي ظاهرة عمالة الأطفال في غزة هو عدم تطبيق القوانين الداعية لحمايتهم وتوفير العيش الكريم لهم والمنصوص عليها منذ زمن، وهو ما تركهم فريسة سهلة لواقع مؤلم أنهكهم وأذل كرامتهم.
ويحدد القانون الفلسطيني سن العمالة بـ15 عاما ويشترط ساعات محددة وظروفا آمنة لعمل من يتجاوز الـ18 عاما، لكن تفشي هذه الظاهرة وابتعاد أعين المسؤولين عنها يوشي بظواهر خطيرة تهدد المجتمع الفلسطيني.
يقول الناشط عبر "تويتر" حسن الرشيد مغردا: "ارتفاع نسبة عمالة الأطفال بشكل كبير جداً في قطاع غزة، وذلك بسبب عدم قدرة العوائل بغزة توفير أدنى متطلبات الحياة لأبنائهم".
أما سلطان ناصر فيقول عبر "تويتر" مغردا: "توفير مشاريع صغيرة للأسرة الفقيرة بغزة يحد من ظاهرة عمالة الأطفال".
أما الإعلامي محمود زعيتر فيقول عبر صفحته على "فايسبوك": "عمالة الأطفال.. ظاهرة تتسع بغزة لأوضاعها البائسة رغم حجم الانتهاكات النفسية والقانونية التي تصاحبه".
أما الإخصائي الاجتماعي عصام رجب يؤكد عبر صفحته على "فايسبوك" أن "عمالة الأطفال بفلسطين تحديدا في قطاع غزة سببها نقص الرقابة الحكومية وعدم توفير البرامج التي تساعد في الحد من تلك الظاهرة".
الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطباع ناقش هذه الظاهرة وتداعياتها عبر صفحته على "فايسبوك" قائلا: "إن ظاهرتي الفقر والجهل تسلبان الطفل الفلسطيني معاني الطفولة، وتخلقان جيلا غير متعلم"، محذرا من تضاعف عمالة الأطفال في فلسطين. وأوضح الطباع أن "الأطفال بالضفة يتعرضون إلى الاستهداف والاعتقال والقمع من الاحتلال وفي قطاع غزة يتعرضون للحصار والحروب، وكل هذا أدى إلى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال التي تعتبر من الظواهر العالمية، لكنها متفاوتة من دولة إلى أخرى".
وأرجع الطباع الأسباب المؤدية لظاهرة عمالة الأطفال إلى "الفقر، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة التي تعتبر من أخطر الظواهر المنتشرة الآن بفلسطين، وتهدد المجتمع ككل، حيث توقعه بين فكي الفقر والجهل وتسلب الطفولة وتخلق جيلا غير متعلم"، مؤكدا أن "الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تمر بها فلسطين، تدفع بالأطفال إلى العمل من أجل الحفاظ على كيان الأسرة وإشباع المتطلبات الأساسية لها، خصوصا في قطاع غزة المحاصر منذ نحو عشر سنوات".
الصحفي أحمد الزيتونية كتب عن ظاهرة عمالة الأطفال عبر صفحته على "فايسبوك" قائلا: "يخرج الطفل ويترك طفولته ليبيع ويقتات مالا لأسرته فإلى متى ستستمر هذه الظاهرة دون تحرك حكومي للحد منها؟".

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND