غزة: محال بيع "البالة" تغزو الأحياء الراقية وتستقطب زبائن المتاجر التقليدية | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

غزة: محال بيع "البالة" تغزو الأحياء الراقية وتستقطب زبائن المتاجر التقليدية



غزة - سمارت إندكس

وصل زحف محال الملابس المستخدمة "البالة" في قطاع غزة الى أرقى الأحياء والشوارع التجارية في مدينة غزة، لتنافس المحال التقليدية وتستقطب شريحة واسعة من زبائنها.
ويكاد لا يخلو شارع في القطاع في هذه الأيام من عدة محال بيع "البالة"، وسط إقبال ملحوظ يفوق الإقبال على محال بيع الملابس الحديثة "الموضة" التي لم يخف أصحابها استياءهم الشديد من استيلاء هذه المحال على شريحة واسعة من الزبائن خلال الفترة الأخيرة.
ووصل عدد المحال التي فتحت أبوابها في المنطقة التجارية بحي الرمال الراقي وسط مدينة غزة لأكثر من عشرة محال، تقع بعضها في محيط ساحة الجندي المجهول المشهورة بمحالها الفخمة والتي تبيع علامات تجارية شهيرة.
ولم تقتصر سطوة "البالة" على ذلك فحسب، بل تم تخصيص أيام أسبوعية لعرض وبيع هذه الملابس في الأسواق التقليدية في معظم أحياء القطاع، والتي تشهد إقبالاً كبيراً يعزوه المشترون الى تدني الأسعار والجودة العالية لبعض المعروضات، خصوصاً انها تشمل أصناف ملبوسات من صناعة شركات وماركات عالمية.
وقال المواطن زياد عليش لـ"الايام" إنه يشتري كل احتياجات اسرته من الملابس من محال "البالة" بسبب رخص أسعارها وجودتها العالية، موضحاً ان الكثير من الملابس المتوفرة في هذه المحال حديثة وغير مستخدمة من قبل و"بالتالي فإنه لا يرى أي حرج في شرائها وارتدائها من قبل افراد اسرته بمن فيهم الشباب" .
ونوه عليش إلى ان شراء ملابس "البالة" يوفر عليه الكثير من الأموال عند كسوة افراد اسرته الثمانية، مبيناً ان ظروفه المادية لا تسمح له بشراء الملابس الحديثة مرتفعة الثمن وخصوصاً الملابس الشتوية.
وتشاركه الرأي المواطنة روان ناصر، التي لم تجد حرجاً في مزاحمة الكثير من النسوة والرجال الذين تجمعوا وتدافعوا حول احد باعة "البالة" امام محل في حي الرمال خلال فرزه الملابس، قبل عرضها في محله الذي افتتحه قبل عدة أيام.
وقالت ناصر لـ"الأيام": إمكاناتي المادية لا تسمح لي بشراء كل ما يلزم أفراد أسرتي من الملابس الحديثة بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار ملبوسات البالة التي تتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين 5 الى 15 شيكلاً.
من جانبهم، اضطر أصحاب المحال التقليدية الى خفض الأسعار في محاولة منهم لاستقطاب الزبائن والمشترين الذين يتجهون ويبحثون عن محال "البالة"، كما يقول المواطن محمود الخطيب البائع في احد المحال في المنطقة التجارية بشمال غزة.
وقال الخطيب "لا يوجد أمامنا خيار في ظل عزوف المواطنين عن شراء الملابس الحديثة الا تخفيض الأسعار لاستقطاب المواطنين الذين يتجهون وبقوة لمحال بيع البالة بسبب انخفاض الأسعار مقارنة بالملابس الحديثة".
وعبر الخطيب عن تشاؤمه من إمكانية حل مشكلة هذا العزوف في الوقت القريب بسبب الكميات الهائلة من الملابس المتنوعة التي تعرضها محال بيع "البالة" وبأسعار منخفضة كثيراً عن الملابس الجديدة، فضلاً عن سيطرة هذه المحال بالكامل على شوارع ومناطق تجارية.
وعبر أصحاب محال "البالة" عن رضاهم من نسبة الاقبال على شراء بضاعتهم، حيث بين احمد السنداوي صاحب احد المحالات أن الاقبال على شراء الملابس المستخدمة وصل ذروته خلال الأيام الأخيرة بسبب المعروض الكبير لملابس الشتاء الثقيلة، والتي تباع بأسعار اقل بكثير مقارنة مع الملابس الجديدة.
وقال السنداوي لـ"الأيام"، إن فصل الشتاء يعتبر من اكثر الفصول المفضلة لبيع ملابس البالة بسبب الأنواع ذات الجودة العالية التي يتم عرضها وبأسعار تناسب معظم الفئات، مؤكداً ان زبائن محله وسلسلة المحال الأخرى لم تعد تقتصر على شريحة الفقراء بل على شريحة الميسورين أيضاً متوقعاً ان يتم فتح محال أخرى خلال الفترة القادمة بسبب الطلب والإقبال الكبيرين عليها.

المصدر: جريدة الأيام - عيسى سعدالله

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND