في دكّانٍ من مخزنين، في شارع "باب الزاوية"، في مدينة الخليل، كان ميلاد شركة محامص ومطاحن قهوة ابو شخيدم الكبرى في اليوم الثامن من شهر كانون الأول من العام 1944. ولقد كان هذا الميلاد نصراً لكفاح صاحبها الأول العصامي المؤسس المرحوم "الحاج عبد الله سليم أبو اشخيدم". ولقد سمّاها بابو شخيدم ،لأنها كانت ثمرةً لقصة عملٍ مكافح دؤوب، وجعل في شعارها ابنه سليم وهو يطحن بالمهباش . وهذا الشعار مسج

ل رسمياً في حقوق الملكية. وقد قام ثلاثة من أبناء المرحوم الحاج عبد الله بمشاركته في تدعيم وتقدم العمل، وقد أحسن الاختيار حينما جعل ابنه "سليم" واجهة التعامل المباشر مع الزبائن، ولقد كان المرحوم "الحاج سليم" بحيويته يشكل العمود الفقري، والمحور الرئيس في تسيير أعمال المحل؛ فعلى مدى خمسينَ عاماً كان المرحوم "الحاج سليم" وجهاً بشوشاً يحادث الناس بطيّبِ القول، ويخاطبهم بالوداد، ويعاملهم بالسماحة، فيزيد "قهوة ابو شخيدم " نكهةً من شخصيته كأنما يضيف إليها "هيلاً على هيل"، وجعل شعارَ "الزبون صديقنا أولاً" منهجاً في تعامله مع الجمهور.

وشقت شركة محامص ومطاحن قهوة ابو شخيدم الكبرى طريقَها متطورةً تسجل في كل مرحلة منه نصراً على نصرٍ. ولقد سار المؤسس من نجاحٍ إلى نجاحٍ معتمداً سياسة البضاعة الجيدة، والتحسين المستمر، والربح اليسير، والمعاملة الحسنة، والنكهة الطيبة؛ فاكتسبت قهوة ابو شخيدم ثقة سكان الخليل مدينةً وقرىً. واتسعت بشهرتها على امتداد مدن الضفتين، بل كم وكم سافرت في حقائب المغتربين ورافقتهم إلى بقاع العالم، فلا يشربها صاحب الذوق السليم إلا ويصير لها من العاشقين، يديم شراءها ويدعو كل من يعرف إلى تفضيلها.

دوماً في الطليعة

لقد سجلت شركة محامص ومطاحن قهوة ابو شخيدم الكبرى رواجاً قياسيّاً منذ الشهر الأول الذي دخلت فيه السوق الفلسطينية؛ فبيع خمسين كيلوغرام من القهوة المطحونة في مطاحن قهوة ابو شخيدم في عام 1944 كان قفزة تجارية نوعية بسبب الأوضاع الاقتصادية السائدة يومئذ، وبسبب قلة عدد سكان الخليل وقراها في تلك الفترة. ولكن "قهوة ابو شخيدم " قفزت عن كل تلك الظروف من خلال اشتهارها في مدن الضفتين نظراً لانتشار أهل الخليل وقراها في بقاع الدنيا وهم يحملونها معهم جزءاً لا يتجزأ من حاجاتهم الأساسية. وما هو إلا عام حتى تضاعفت كمية الانتاج وتحسنت المحامص وارتفعت الجودة. وقد شجع الرواج الكبير لمطاحن قهوة ابو شخيدم في العام 1960على أن تضيف إلى إنتاجها تحميص المكسَّرات وبذور التسالي، وبيعها بالجملة وبالمفرق. وأخذت محلات قهوة ابو شخيدم في باب الزاوية تتزين بتشكيلات من المكسرات والسكاكر مما تشتهيه الأنفس ويسر الآكلين

وفي العام 1970 شهد تشركة محامص ومطاحن قهوة ابو شخيدم الكبرى تطويراً كبيراً، فأضاف أصحابها إليها محلات جديدة، وزودوها بمحامص كهربائية حديثة لتواكب الطلب المتزايد على إنتاجها من القهوة والمكسَّرات المحمصة التي صارت بجودتها العالية جزءاً لا يتجزأ من بضائع محلات البقالة على اتساع الوطن. وفي العام 1986 وصلت الطاقة التوزيعية لشركة مطاحن وقهوة ابو شخيدم إلى حد تخصيص شاحنة كبيرة لنقل إنتاجها إلى كافة مدن فلسطين. وتتابع نجاح الشركة حتى أصبح لديها في العام 1996 ثلاث شاحنات توصل منتجاتها المميزة إلى كل بقالات مدننا وقرانا الكريمة.

وفي العام 1998 قامت الشركة ليس فقط بتطوير ماكناتها وتحديثها، بل وأدخلت منتجات جديدة منها: الكاكاو، والجلي، والكريما، وكريم كرمل، ومزيِّنات الكيك، وغيرها. وقد وجدت هذه المنتجات رواجاً متميزاً نظراً لما تشتهر به الشركة من الحرص على الجودة وفق المعايير العلمية والعالمية، واختيار أفخر المواد وأشهى النكهات. ومنذ العام 1998 حتى العام العام 2008 عمل المرحوم "الحاج سليم" على مواكبة التوسع في مدينة الخليل فقام بفتح فروع جديدة على أحدث طراز، عهد بإدارتها وتسيير العمل فيها إلى أبنائه موصياً لهم أن يستمروا على سيرته في الصدق والأمانة، ومصادقة الناس. والأفرع الجديدة موزعة في منطقة "نمرة" في حبايل الرياح، حيث "سوبر ماركت النصر"، وفي شارع العدل في قصبة الخليل الجديدة، ولا يزال أبناء المرحوم الحاج سليم مستمرين في تطوير الشركة، وناظرين إلى جعلها رائدة لكل الشركات المنافسة لها، وذلك وفق خطة مبرمجة، راجين الله تعالى أن يوفقهم إلى تحقيقها.