أميركا - سمارت اندكس

قامت العديد من الشركات الاستهلاكية برفع الأسعار مرة أخرى في الربع الأخير، حتى مع انخفاض قراءات التضخم، ويُظهر موسم أرباح الربع الثاني حتى الآن أن اتجاهاً واحداً ظهر في الربع الأول ولم يتوقف.

ولا يزال "تضخم الجشع" (Greedflation)، أو ممارسة الشركات التي ترفع الأسعار لحماية هوامش ربحها، متواجداً بقوة، استناداً إلى عدد الشركات التي اعترفت حتى الآن برفع الأسعار مرة أخرى، حتى مع انخفاض قراءات التضخم وكما يقر البعض منها بأن التكاليف الخاصة بها آخذة في الانخفاض، بحسب ما نقلت ماركت واتش.

وفي الوقت نفسه، تواصل الشركات التأكيد بأن عملاءها سئموا من ارتفاع الأسعار وأنهم يتسوقون بشكل متكرر في بعض المتاجر، لكنهم ينفقون أقل.

وقالت ليز زيلنيك، مديرة الشؤون الاقتصادية في Accountable.US، وهي مجموعة تدافع عن المستهلك: "عبر الصناعات، رأينا نفس القصة مراراً وتكراراً خلال العامين الماضيين".

وقالت: "يزعم الرؤساء التنفيذيون أن عوامل خارجية أجبرتهم على الزيادة على المستهلكين، ثم في الجهة الأخرى نراهم يفتخرون بأرباح قياسية ومليارات من صدقات المستثمرين الجدد"، في إشارة إلى المليارات من عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح التي حققتها نفس الشركات.

وعلى سبيل المثال، قالت شركة "بروكتر اند غامبل"، إنها رفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 9% في الربع الأخير لها، بعد أن رفعتها إلى 10% في الربع السابق وما يصل إلى 10% في نفس الربع من عام 2022.

وفي مكالمة مع المحللين، أشار الرئيس التنفيذي للشركة جون مولر إلى المزيد من الزيادات في الأسعار القادمة، والتي عزاها إلى مسار الابتكار في الشركة، والذي يؤدي لمنتجات لا غنى عنها.

وتجاوزت الشركة تقديرات الأرباح السابقة مع أرباح معدلة للسهم بقيمة 1.37 دولار، متقدمة على إجماع فاكتسيت عند 1.32 دولار، ومبيعات قدرها 20.6 مليار دولار، مقابل 20 مليار دولار إجماع فاكتسيت.

وارتفع الهامش الإجمالي بمقدار 380 نقطة أساس عن العام الماضي، مدفوعاً بـ 340 نقطة أساس لمزايا التسعير و 290 نقطة أساس من وفورات الإنتاجية.

كما تجاوزت شركة كوكا كولا التقديرات السابقة بعد أن رفعت شركة المشروبات والوجبات الخفيفة أسعارها بنسبة 10%، وارتفع الهامش التشغيلي المعدل للشركة إلى 31.6% من 30.6% قبل عام.

إلى ذلك أيضاً، رفعت شركة "كوناغرا براندز" الأسعار بنسبة تصل إلى 17%، والتي وصفها الرئيس التنفيذي شون كونولي بأنها "مبررة للتضخم". كما أفادت الشركة الأم لعلامات تجارية مثل Birds Eye و Duncan Hines و Hunt’s و Orville Redenbacher و Slim Jim أن عملائها يشترون كميات أقل من الطعام للحفاظ على ميزانياتهم ومدخراتهم.

وقامت مجموعة موندليز الدولية التي تصنع بسكويت أوريو برفع الأسعار في أميركا الشمالية بنسبة 10.4 نقطة مئوية في الربع الثاني ورفعت الأسعار لجميع الأسواق المتقدمة بنسبة 12.4 نقطة مئوية، وذلك بعد رفع الأسعار في أميركا الشمالية بمقدار 15 نقطة مئوية والأسعار في الأسواق المتقدمة بنسبة 13.4 نقطة مئوية في الربع الأول.

وزادت الهوامش الإجمالية للشركة في الربع الثاني بنسبة 3.1 نقطة مئوية لتصل إلى 39.4%، وارتفعت الإيرادات بنسبة 17%، بينما ظلت الأحجام ثابتة.

وفي شركة كامبل سوب، ارتفعت المبيعات للربع الثالث من السنة المالية بنسبة 5%، ورفعت كامبل أسعار الوجبات والمشروبات بنسبة 9% ووجبات خفيفة بنسبة 15%، بعد أن رفعتها بنسبة 15% و 13% على التوالي في الربع الثاني.

ومع ذلك، انخفضت أحجام التداول في الربع الثالث حيث أثبت المتسوقون حساسيتهم لارتفاع الأسعار.

وقالت شركة كرافت هاينز يوم الثلاثاء، إنها تعرضت للخسائر في أعمالها لأنها رفعت الأسعار أكثر من منافسيها، لكنها لا تخطط لخفض الأسعار لمحاولة استعادة هؤلاء العملاء في أي وقت قريب.

وأشارت الشركة، إلى أنه بدلاً من زيادة الخصومات أو مجرد خفض الأسعار، ستظل تركز على حماية الهوامش، التي سمحت لها بتسريع الاستثمار في الأعمال التجارية، لا سيما في التسويق والبحث والتطوير والتكنولوجيا.

إلى جانب ذلك، كما قال المدير المالي أندريه ماسيل، فإن الفجوات بين أسعار كرافت وأسعار المنافسين لا تزداد.