غزة - سمارت إندكس

لا زالت حالة الطوارئ التي فرضها فيروس كورونا تلقي بظلالها علة مختلف المناحي في قطاع غزة، كما في باقي دول العالم، في حين تزداد معاناة المواطنين الذين انقطعت ارزاقهم بسبب الحجر المنزلي الذين يعيشون فيه لمنع انتشار فيروس كورونا.

و على الرغم من أن الأزمة اظهرت نكسة اقتصادية حادة لدى مختلف طبقات المجتمع، و لا سيما المواطنين محدودي الدخل من الذين يحصلون قوت يومهم من العمل اليومي، سواء من العمل على البسطات الشعبية و غيرها، إلا أنا بدى من الواضح أن السائقين هم الفئة الأكثر تضرراً من هذه الأزمة.

و خلال الأيام الماضية، تحولت شوارع قطاع غزة العامة الى مدن أشباح، بعد أن كانت تكتظ بالمارة و السيارات التي تنقل المواطنين بين المحافظات، لا سيما طلبة الجامعات و الموظفين و مختلف فئات المجتمع.

و في ظل هذا الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه هؤلاء السائقين بعد توقف عملهم، طالب عدد منهم من وزارة النقل و المواصلات في قطاع غزة الى النظر بعين الرحمة لأوضاعهم من خلال تخفيض الضرائب المفروضة و المتراكمة عليهم.

يتجول السائق خالد، 45 عاماً في أزقة و شوارع المحافظة الوسطى، أملا منه بإيجاد عدد من المواطنين في أحدها، لكن دون جدوى.

و يقول خالد : "لا يوجد مصدر دخل ثابت لي و لعائلتي المكونة من 9 أفراد سوى ما اجمعه من العمل على سيارة الأجرة، حيث ما احصله في الايام العادية بالكاد يكفي لقوت يوم واحد مع مصاريف عمل السيارة".

و أوضح أنه يخرج كل صباح يسعى لإيجاد رزقه على الطريق، و لكن الطرق في هذه الأيام خالية تماماً من الركاب و الناس الذين يتنقلون بين المحافظات في ظل حالة الحجر الصحي التي تتزامن مع مرض كورونا.

بدوره أشار السائق علاء، 30 عاماً الى أن دخله بالأساس يعتمد على نقل الركاب من طلبة الجامعات و الموظفين كل الى مكانه الذي يريد، لافتاً الى أن تعليق دوام المدارس و عمل المؤسسات أحدث أزمة اقتصادية خانقة في دخل اقرانه السائقين.

و بين أنه بالإضافة الى عجزه عن توفير دخل لأسرته في هذا الوضع، لن يستطيع تسديد ما يتراكم عليه من رسوم ترخيص للسيارة التي يعمل عليها، مطالباً الجهات المعنية بالنظر في حالة هؤلاء السائقين و الى حجم الضرر الذي لحق بهم جراء هذه الأزمة، و اتخاذ اجراءات للتخفيف من معاناتهم.

و طالب علاء وزارة النقل و المواصلات بإعفاء السائقين من مصاريف الترخيص و الضرائب المفروضة عليهم، في الوقت الذي لا يستطيعون تحقيق أي دخل لعائلاتهم.

الناطق باسم وزارة النقل و المواصلات، خليل الزيان من جانبه أكد أن وزارته قررت تأجيل الخلو الضريبي للمركبات، و ذلك تماشياً مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، و التي تتزامن مع أزمة فيروس كورونا.

و أوضح الزيان في تصريح اذاعي أن من يريد تجديد مركبته من سيارات العمومي و الديزل، لن يطلب منه خلو ضريبي في هذه المرحلة، لا سيما أن هؤلاء السائقين هم اكتر فئة متضررة و هم الذين يجمعون ارزاقهم يوما بيوم من خلال العمل على الطرقات.

و بشأن مطالب السائقين لتخفيض الرسوم المفروضة على الترخيص، أوضح الزيان أن هناك حملة تخفيض على رسوم الترخيص بنسبة 50% من الرسوم المقررة حسب القانون المعمول به لسيارات الديزل و العمومي.

و بين أن قرار تخفيض 50% على رسوم الترخيص في مراحله الأخيرة و يحتاج بعض الاجراءات الفنية، حيث سيتم تنفيذه خلال فترة وجيزة.

و أكد أن وزارته تدرس كافة الخيارات للتخفيف عن كاهل المواطنين في قطاع غزة، من أجل تعزيز صمود ابناء شعبنا، لافتاً الى أن الجهود الآن تنصب في كيفية التخفيف و تحقيق نوع من التسهيل و التخفيف من حدة الازمة الموجودة.

و بشأن مطالبات السائقين بتخفيض قيمة رسوم الترخيص المتراكمة، أوضح الزيان أن الوزارة تدرس كافة الخيارات، لافتاً الى أن هناك برنامج تقسيط مريح جدا للمواطنين الذين تتراكم عليهم رسوم الترخيص القديمة، حيث يدفع السائق من عليه 7000 قسط 300 شيكل من المستحقات عليه.

المصدر / "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"