رام الله - سمارت اندكس

تواجه شركة أبل تهديداً تنافسياً جديداً في الصين بعد أن أمرت البلاد بعض المسؤولين بعدم استخدام أجهزة آيفون، كما بدأت شركة هواوي تكنولوجيز العملاقة للأجهزة ببيع هاتف ذكي قادر على الاتصال بالبيانات فائق السرعة.

يتمتع هاتف هواوي الجديد، إلى جانب حظر آيفون، بالقدرة على إحداث تأثير كبير في مبيعات أبل ويؤكد مرة أخرى المخاطر التي تواجهها الشركات العالمية مع امتداد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين إلى العديد من الصناعات.

شركة أبل معرضة للخطر بشكل خاص، حيث يتم تجميع معظم منتجاتها في الصين. وقد انخرط الرئيس التنفيذي تيم كوك لسنوات في وضع يشوبه الكثير من الحذر للحفاظ على شركته من الوقوع في شرك الخلاف بين البلدين حول التجارة والتكنولوجيا.

وانخفضت أسهم شركة التكنولوجيا الأميركية بنسبة 3.6% يوم الأربعاء بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصين أمرت المسؤولين في وكالات الحكومة المركزية بعدم استخدام أجهزة آيفون من شركة أبل أو إحضارها إلى المكتب.

وهيمنت الشركة المصنعة لهواتف آيفون على سوق الهواتف المتطورة في الصين في السنوات الأخيرة بعد أن أدت العقوبات الأميركية الصارمة إلى الحد من إمدادات الرقائق، كما تخلت شركة هواوي في وقت سابق عن خطط لصنع هواتف مزودة بتقنية 5G، وهو معيار خلوي يتيح اتصالات أسرع بكثير. وقام الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم بترقية أجهزتهم، حيث إن ما يسمى بالتكنولوجيا الخلوية للجيل الخامس تحمل وعداً باتصالات أسرع وأفضل واستخدامات محتملة جديدة أخرى.

والآن تقاوم شركة هواوي، وتطلق هاتفاً جديداً في الصين بسرعات وقدرات تشبه شبكات الجيل الخامس 5G. وتم بيع الدفعة الأولى من الهاتف – Mate 60 Pro، بسعر 960 دولاراً للبيع المسبق – في غضون ساعات، مما أثار ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. وقد قدم مشترون آخرون طلبات للتسليم في وقت لاحق.

وتشير الحماسة المبكرة إلى أن هواوي يمكن أن تستعيد المشترين الذين فقدتهم في الصين لصالح شركة أبل، التي من المقرر أن تكشف النقاب عن أحدث هواتفها آيفون الأسبوع المقبل.

وقال مارتن يانغ، المحلل في شركة أوبنهايمر الاستثمارية: "الحظر الحكومي وهاتف هواوي الجديد سيكونان حدثين مهمين مادياً بالنسبة لجهاز آيفون". "سيؤدي الاثنان معًا إلى دفع المزيد من مستخدمي أندرويد للترقية إلى هواوي، أو مستخدمي آيفون للعودة إلى هواوي."

ويقول يانغ إن شركة أبل قد تخسر 10 ملايين شحنة من هواتف آيفون في عام 2024 بسبب هاتف هواوي الجديد. وشحنت الشركة 224.7 مليون هاتف آيفون في عام 2022، وفقًا لشركة "كاونتربوينت ريسيرش"، بحيث يصل هذا الرقم إلى حوالي 4.5% من إجمالي شحنات آيفون.

من المتوقع أن تطلق شركة أبل هاتف آيفون 15 الأسبوع المقبل، وقد اعتمدت الشركة في السنوات الأخيرة على مبيعات الأجهزة المتطورة لتحقيق نمو كبير وربحية.

ولم يتضح يوم الأربعاء بالضبط ما الذي دفع الصين إلى تقييد استخدام آيفون، لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن إجراء مماثل في روسيا ربما ساعد في دفع بكين.

وعلى الرغم من أن الطلب لم يتم الإعلان عنه علناً، إلا أنه قد يشكل مخاطر على سمعة شركة أبل في الصين. وقال شياو مينغ لو، المدير في شركة استشارات المخاطر Eurasia Group التي تركز على التحليل الجيو سياسي والتكنولوجي، إن المستخدمين الأفراد خارج موظفي الحكومة المركزية، مثل مسؤولي الحكومة المحلية أو أولئك الذين يعملون مع الحكومة في الصين، قد يُطلب منهم تجنب منتجات أبل.

وعلى الرغم من أن هواوي لا تطلق على جهازها الجديد اسم هاتف 5G، إلا أن الاختبارات التي أجراها المستهلكون الصينيون ووكالات الاختبار المحلية تظهر أنه يمكن أن يصل إلى سرعة تنزيل قصوى تتراوح بين 500 إلى 800 ميغابت في الثانية. وستسمح مثل هذه السرعة للمستهلكين بتنزيل فيلم بدقة عالية خلال دقيقة واحدة وتتجاوز بكثير الحد الأقصى للسرعة البالغ حوالي 300 ميغابت في الثانية لشبكات الجيل الرابع.

وسلطت هواوي الضوء أيضاً على ميزات مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التي تتيح للمستخدمين الاتصال في المناطق التي لا تتمتع بتغطية الهاتف المحمول التقليدية، وهي إمكانية مدعومة للمكالمات، على عكس أبل، التي يمكنها دعم المراسلة فقط. وتظهر صناديق الأجهزة عبارة "محطة متنقلة عبر الأقمار الصناعية" بدلاً من "جهاز محمول رقمي"، وهي العبارة التي كانت تستخدم لمنتجات الهواتف السابقة.

ويناقش مراقبو الصناعة كيف حققت شركة الاتصالات الصينية العملاقة مثل هذا الإنجاز التكنولوجي على الرغم من مواجهة العقوبات التي تقيد وصولها إلى الرقائق الأميركية والتقنيات ذات الصلة. والتزمت الشركة الصينية المملوكة للقطاع الخاص الصمت بشأن المعالج الأساسي للهاتف وشرائح الهاتف المحمول الرئيسية الأخرى، التي تعمل على تشغيل وظائف حيوية مثل الاتصالات اللاسلكية والحوسبة العامة.

وصفت إحدى الصحف المملوكة للدولة التابعة لهيئة تنظيم التكنولوجيا في الصين الهاتف القادم بأنه عودة ناجحة للشركة إلى سوق الهواتف الذكية 5G، نقلاً عن خبراء الصناعة المجهولين. ووصفت الصحيفة جهاز Mate 60 Pro بأنه منتج الورقتين الرابحتين لشركة هواوي: شريحة أشباه الموصلات المتقدمة وشبكة الجيل الخامس، مضيفة أن "هواوي ثابرت وقدمت اليوم ضربة مضادة مثيرة للإعجاب".

ونشرت TechInsights، وهي منصة كندية لمعلومات أشباه الموصلات، تقريراً يوم الثلاثاء قائلة إنها وجدت أن أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، وهي شركة Semiconductor Manufacturing International Corp، قامت بتصنيع الشريحة الأساسية داخل هاتف هواوي Mate 60 Pro، وذكرت بلومبرغ في وقت سابق هذه النتيجة.

وقالت إن الصين حققت اختراقات تقنية دون استخدام أدوات صنع الرقائق الأكثر تقدماً التي تقيدها الولايات المتحدة، لكن هذا قد يؤدي إلى قيود أكثر صرامة من جانب واشنطن.

وذكرت الصحيفة في فبراير أن إدارة بايدن تدرس إلغاء تراخيص التصدير الصادرة للموردين الأميركيين لمبيعات المنتجات التي دخلت في سلع هواوي باستخدام تكنولوجيا أقدم من 5G.

وقالت هواوي إن هاتف Mate 60 Pro يتميز بتصميم جديد وتحسينات شاملة في مجال الاتصالات، دون الخوض في التفاصيل.

 وقامت واشنطن تدريجياً بقطع التكنولوجيا والمكونات الأميركية عن شركة هواوي منذ إدراجها على القائمة السوداء التجارية لوزارة التجارة في عام 2019. وقال المسؤولون الأميركيون وأعضاء الكونغرس إن منتجات هواوي تشكل تهديداً للأمن القومي، وهو ما نفته شركة هواوي.

كما أدت تصرفات الولايات المتحدة إلى قيام شركة هواوي ببيع وحدة الهواتف ذات الميزانية المحدودة والإضرار بالمبيعات الدولية، وغالباً ما يشير المسؤولون التنفيذيون في شركة هواوي إلى النكسة باعتبارها معركة من أجل البقاء.

وأصبحت الصين أكبر سوق لأجهزة آيفون في العالم في الربع الثاني، متجاوزة الولايات المتحدة ومنطقة أميركا الشمالية بأكملها لأول مرة، وفقًا لأبهيلاش كومار، المحلل في TechInsights. وشكل البر الرئيسي للصين 24% من جميع شحنات آيفون في هذه الفترة، مقارنة بـ 21% للولايات المتحدة، وفقًا لتقديرات TechInsights.

ولم تنشر شركة أبل أرقام مبيعات أجهزة آيفون من الصين ولم تستجب لطلبات التعليق. وقال كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، في اتصال مع المستثمرين الشهر الماضي، إن المستهلكين الصينيين الذين تحولوا إلى آيفون من منصة منافسة للهواتف الذكية كانوا "في قلب نتائجنا هناك".

واستحوذت شركة تصنيع هواتف آيفون على 65% من الهواتف الذكية الصينية التي يزيد سعرها عن 600 دولار في الربع الثاني، في حين استحوذت شركة هواوي على 18%، وفقًا لشركة الأبحاث IDC. وقبل التأثير الكامل للعقوبات الأميركية، كانت الحصة السوقية المتميزة لشركة هواوي قريبة من حصة شركة أبل في النصف الأول من عام 2020.

وقال آلان يونغ، وهو مسؤول تنفيذي أميركي سابق في شركة فوكسكون لتجميع هواتف آيفون: "إن هاتفاً مثل هواوي يكون جيداً بما فيه الكفاية ويحظى الآن بدعم وتشجيع القيادة الصينية، سيكون له بالتأكيد تأثير على أبل". "ولكن من الصعب أن نقول كم."

وشاهد الملايين من مستخدمي الإنترنت في الصين مقطع فيديو لشركة هواوي لجهازها الرائد الجديد والذي يتم تداوله على منصة تشبه موقع يوتيوب، وحصد أكثر من 370 ألف إعجاب.

واصطفت جيني تشين، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية تبلغ من العمر 28 عاماً، في متجر هواوي في وسط شنجشن يوم السبت بينما كان المستهلكون خلفها يتدافعون لرؤية واختبار وظائف وقدرات الهاتف.

وقامت تشين، وهي حالياً من مستخدمي آيفون 12، بوضع اسمها في قائمة الحجز المسبق لشراء لجهاز Mate 60 Pro.

وقالت : "أريد أن أظهر دعمي للمنتجات المحلية"، مضيفة أنها انجذبت إلى عرض القيمة مقابل المال الذي يقدمه هاتف هواوي الذكي.