إقبال على شراء الأضاحي بأجواء احتفالية في القطاع | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

إقبال على شراء الأضاحي بأجواء احتفالية في القطاع



غزة - سمارت إندكس

تحول شراء الأضاحي وتحضيرات العيد في قطاع غزة إلى ما يشبه "الكرنفال الاحتفالي"، وحاول آباء إضفاء أجواء من الفرحة على نفوس أبنائهم، حيث زار مزارع الأبقار مئات الأطفال برفقة ذويهم، وامتلأت أسواق المواشي بروادها من كافة الأعمار.
المواطن أحمد موسى من سكان غرب محافظة خان يونس، توجه برفقة شقيقه الأكبر لشراء أضحية، مصطحبين معهما خمسة من أبنائهما، وقد زاروا أكثر من مزرعة أبقار جنوب قطاع غزة، حتى وقع اختيارهم على أضحية كبيرة لهما ولباقي الشركاء.
وأكد موسى أن الأضحية سُنة وشعيرة من شعائر الدين، لكنها في نفس الوقت تعتبر باباً يدخل الفرحة والبهجة على نفوس الأطفال، لذلك يحرص في كل عام على أدائها، وأن يأخذ أبناءه وأبناء أشقائه عند الشراء.
وأوضح موسى أنه كلما يدخل مزرعة أبقار يجد الآباء مصطحبين معهم الصغار، ويشاهد الفرحة في وجوههم، وهم ينظرون للأضاحي الكبيرة من خلف القضبان، وبعضهم يلتقط صوراً لها بوساطة كاميرات الهواتف النقالة.

فرحة لتناسي العدوان
ولم يخفِ موسى مضاعفة حرصه هذا العام في اصطحاب الأطفال معه، بل وتكرار توجهه برفقتهم للمزرعة، فقدوم العيد بعد وقت قصير من انتهاء العدوان ومعاناة الأطفال النفسية، يعتبر فرصة للترويح عنهم، وإشغالهم في شيء محبب، لعل الأضحية وطقوسها الممتدة حتى يوم العيد تلهيهم، وتنسيهم المآسي الصعبة التي عاشوها خلال العدوان الأخير.
في حين قال المواطن عمر طه إنه اشترى أضحية منذ أسبوع، لكنه قرر التوجه للمزرعة مرة أخرى ليشاهد أطفاله العجل الذي اشتراه وباقي الشركاء، ويلتقطوا له صوراً، فهم سعداء بهذه المناسبة، ويتحدثون دائماً عنها في المنزل، ويعدون الأيام لقدوم العيد، للاحتفال بالطقوس والأجواء الجميلة، وتناول اللحم وزيارة الأرحام.
وأكد أنه في كل عام يشعر بأن عيد الأضحى في غزة يختلف عن أي منطقة، فوجود الأضاحي في الشوارع وقرب المنازل، وتوزيع اللحوم على الأرحام والأصدقاء، يخلق أجواء احتفالية فريدة، تُسعد الجميع خاصة الأطفال، لذلك فالكثير من المواطنين حتى محدودي الدخل يحرصون على شراء الأضحية، رغم ضيق حالهم، إما بالاقتراض أو بالتقسيط، فالجميع يسعون لإدخال البهجة على نفوس أطفالهم.
وبين طه أنه ومن أجل شراء الأضحية قام بادخار ثمنها طول العام، فكل شهر يقوم بإدخار مبلغ مالي صغير، حتى يجد ثمنها جاهزاً عند اقتراب العيد.
في حين يقول أحد ملاك المزارع بقطاع غزة إن غالبية زوار المزرعة هم من الأطفال، بعضهم يأتون برفقة ذويهم، وآخرون وحدهم، وهو يشعر بسعادتهم وفرحتهم، لكنه في ذات الوقت يخشى أن يصاب أحدهم بمكروه، فالحيوانات كبيرة، وأوزانها ثقيلة، ولا أحد يستطيع توقع ردات فعلها المفاجأة، وفي حال ضربت أحدهم قد تؤذيه، لذلك يعمل على تخفيف عدد الأطفال في المزرعة قدر الإمكان، ويحاول إبعاد الأطفال عن بعض المناطق الخطرة.
وقال محمود أبو جزر، إن هناك إقبالاً جيد على الأضاحي هذا العام، والجميع يسعون لإسعاد أطفالهم، خاصة بعد أن عاشوا مآسي العدوان، ولأداء شعيرة دينية، متمنياً أن تمر الأجواء بهدوء وفرحة ودون منغصات أو حروب جديدة.
من جهته، أكد المتحدث بإسم وزراة الزراعة بغزة، أدهم البسيوني، توفر أعداد كبيرة من الماشية في قطاع غزة، بأسعار مناسبة ومماثلة للعام الماضي.
ولفت البسيوني إلى توفر 20 ألف رأس من الأغنام و15 ألف رأس من باقي أصناف الماشية، مؤكداً أن الوزراة استعدت بشكل مسبق لعيد الأضحى من خلال متابعة المسالخ وتجهيزها، وفحص الأضاحي ومتابعة أوضاعها داخل المحاجر الصحية مراعاة لمواصفات الصحة العامة.
وقال: "إن الطواقم المختصة في الوزارة اتخذت الترتيبات اللازمة منذ فترة حتى يكون هذا الموسم ناجحاً حيث تم زيادة عدد المسالخ هذا العام المبردة والمرخصة وفق المواصفات المطلوبة".
وكانت الوزارة ذاتها أعلنت أن معدل استهلاك قطاع غزة من الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى بلغ العام الماضي نحو 36 ألف رأس من الماشية.
في ذات السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الاقتصاد في غزة عبد الفتاح أبو موسى توفر العديد من السلع والمواد الغذائية الاستهلاكية في القطاع منذ ما قبل العدوان الأخير، حيث أدخلت في حينه كميات منها للقطاع.
وقال في تصريح صحافي، أمس: "لا يمكن تحديد السلع الموجودة أو التي نفدت، حيث التقينا مع التجار وأكدوا لنا عدم رفع الأسعار، وقمنا بالتحفظ على بضائع حتى تباع بالسعر كما كان قبل العدوان الأخير" منوهاً إلى أن الوزارة تقوم بمراقبة الأسعار وضبطها في قطاع غزة".

 

المصدر/ الايام - محمد الجمل

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND