القدس - سمارت إندكس

تحولت أسواق البلدة القديمة بالقدس المحتلة، إلى مدينة أشباح بعد فرض سلطات الاحتلال الاغلاق على المدينة للمرة الثالثة على التوالي، بحجة الحد من انتشار فايروس كورونا.

ويعد القطاع التجاري في البلدة القديمة بالقدس من أوائل المتضررين بالإغلاق المفروض لمدة أسبوعين، بسبب منع قوات الاحتلال المواطنين من دخول البلدة القديمة عدا قاطنيها، وحرمان الآلاف من الوصول إليها، بفعل الحواجز العسكرية والانتشار عند بواباتها والتدقيق في الهويات.

ويبدأ سريان الاغلاق الثالث من مساء أمس الأحد ويستمر لمدة أسبوعين، حتى 9 يناير 2021، علما أن الاغلاق الثاني بدأ في تاريخ 18 أيلول وأستمر لمدة 3 أسابيع، والإغلاق الأول بدأ في منتصف شهر آذار وأستمر لمدة 55 يوما.

ويسري الاغلاق على جميع المحلات التجارية ما عدا محلات المواد الغذائية والنظافة الشخصية والبصريات والصيدليات وأجهزة كهرباء.

التاجر المقدسي

ويبين عضو لجنة تجار القدس أحمد دنديس أن التاجر المقدسي هو رأس الحربة وخط الدفاع الأول عن المقدسات الاسلامية والمسيحية، فإذا انهارت هذه المنظومة انهارت البلدة القديمة.

ويوضح دنديس أنه يوجد في البلدة القديمة 1400 محل تجاري، منهم 420 محلا للتحف الشرقية، يعتبر أصحابها من أكثر المتضررين بجائحة كورونا، ففتح التجار محلاتهم أو إغلاقها سواء، بالإضافة إلى 365 محلا تجاريا مغلقين منذ 5 سنوات.

ويقول:" أغلقت مؤسسات الاحتلال المختلفة ما بين 5 إلى 6 محلات تجارية في حي باب حطة، بعد تحريرها مخالفات باهظة بحق أصحابها، خلال الاغلاق الثاني للبلدة القديمة بالقدس".

ويبين دنديس أن طواقم ضريبة الاحتلال داهمت المحلات التجارية في البلدة القديمة، وصادرت بضائع وحررت مخالفات باهظة، في اليوم الثاني من انتهاء الاغلاق الأول للمحلات، والذي استمر لمدة 55 يوما.

ويلفت إلى أن مدينة القدس تعاني من انهيار كامل في الحركة التجارية، لأنها تعتمد بالأساس على السياحة وهي مفقودة، بالإضافة إلى أن شريحة الفنادق والمطاعم من أكبر المتضررين بفعل الاغلاق.

الاحتلال استغل كورونا

ويضيف دنديس:" الاحتلال استغل جائحة كورونا لصالحه، ووضع خطة مبرمجة وممنهجة لتهجير التاجر والساكن المقدسي من البلدة القديمة، إما عن طريق اغلاق بوابات البلدة القديمة أمام المتسوقين، أو إغلاق المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية، وفرض الضرائب على التجار، وتغيير معالم المدينة المقدسة ونبش المقابر، واستباحة المستوطنين ساحات المسجد الأقصى يوميا".

ويتابع:" شهدت مدينة القدس خلال عام 2020 هجمة شرسة من قبل الاحتلال استهدفت التاجر والساكن، دون وجود خطة فلسطينية لصد هذه الهجمة".

خطة وطنية شمولية

ويشير إلى أن القدس وخاصة البلدة القديمة تحتاج لخطة وطنية شمولية لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لأن المحلات التجارية تنهار يوميا.

ويوجه دنديس نداء إلى مؤسساتنا الفلسطينية بتنظيم حملة لإنعاش أسواق البلدة القديمة بالقدس، كالحملة السابقة التي نظمها مجموعة من الشبان بعنوان "اشتري بعشرة شواكل من مدينة القدس"، على أن تستمر بشكل دوري ويومي لتنشيط الحركة التجارية.

ويطالب الغرفة التجارية بتكثيف جهودها لدعم التاجر المقدسي حتى يبقى صامدًا في محله.

كما يطالب السلطة الوطنية ووزير شؤون القدس فادي الهدمي الالتفات إلى البلدة القديمة وأسواقها وسكانها، ويقول:" لأننا نشعر أن الوزير متقاعس عن دوره في المدينة المقدسة".

خسرنا 80 % من البضائع

من جانبه، يقول التاجر المقدسي فلاح بدران في سوق خان الزيت لصفا:" الوضع الاقتصادي في أسواق البلدة القديمة بالقدس متدهور للغاية، فلا يوجد بيع ولا شراء، وخسرنا 80 % من البضائع خلال الاغلاق".

ويوضح أن سوق خان الزيت كان سوقا حيويا على مدار الساعة، ولكن بفعل جائحة كورونا والاغلاقات المتكررة تجمد السوق، بسبب شلل الحركة الشرائية.

ويبين أن الاحتلال يفرض الإغلاق الثالث على البلدة القديمة بالقدس، في ظل عدم وجود أي جهة تدعم التجار اقتصاديًا ومعنويًا.

ويشير إلى أن الغرفة التجارية دعمت عددا من التجار بقيمة ألف دولار قبل عامين.

التاجر يعاني لوحده

ويقول:" في ظل الظروف الصعبة والعصيبة التي تشهدها الأسواق، لا يدخل أي زبون للشراء من المحلات، فما بالك بالإغلاق الذي فرضه الاحتلال علينا عدة مرات".

ويردف بقوله:" لا يوجد أمامنا إلا بيع محلاتنا داخل البلدة القديمة، والبيع على بسطات كالباعة المتجولين في باب العامود".

ويتساءل بدران عن دور الغرفة التجارية ومحافظة القدس، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها تجار القدس؟؟

ويلفت إلى أنه في حال استمر الوضع التجاري في سوق خان الزيت على هذا المنوال، سوف ينتهي وتغلق محلاته.

المصدر/ وكالة صفا الاخبارية