الغزيون يدخرون الذهب خوفاً من انهيار العملات النقدية | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

الغزيون يدخرون الذهب خوفاً من انهيار العملات النقدية



غزة - سمارت إندكس

يتجه غالبية كبيرة من سكان قطاع غزة إلى شراء الذهب وتخزينه للأوقات العصيبة بدلاً من العملات النقدية، حيث باتت محال بيع الذهب المنتشرة في أسواق غزة تعج بالزبائن الراغبين في متابعة الأسعار والشراء، ولاسيما بعد انقضاء عيد الفطر حيث تزداد رغبة النساء في شراء الذهب بدلاً من نقود العيدية، على اعتبار أن الذهب استثمار آمن وجيد للأفراد والأسر، حيث تتنوع استخداماته ما بين الزينة والادخار، في حين هناك دوافع أخرى من وراء الشراء والبيع، وهي رغبة البعض في تحقيق الربح مع الارتفاع المتدرج له.
ويمثل الذهب أهمية كبيرة للدول في أوقات الحرب والنزاعات، وقد تحدثت تقارير إعلامية عن أن روسيا كدست كميات هائلة من الذهب في الأعوام الماضية، لمساعدتها في تقليل الآثار الاقتصادية لأي عقوبات يفرضها عليها الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، كما أنه يعد ادخاراً جيداً خلال الصراعات، ففي حال اضطر من يعيشون في مناطق الصراعات إلى الخروج منها، يتميز الذهب عن الكثير من العملات والسلع بسهولة حمله، كما أنه يعتبر بمثابة عملة دولية يمكن بيعها في أي مكان من العالم بدون التعرض لخطر التذبذب الذي تواجهه العملات الورقية.
وانتشرت ثقافة ادخار الذهب بشكل لافت في غزة بعد أن خاض تجار الذهب حملات ترويج على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية، وهذه ساهمت بشكل مهم في إقبال الناس على شراء الذهب، حيث تضمنت حملات الترويج تخفيضاً لأسعار بعض القطع المستخدمة، إضافة لتوعية الناس بأهمية ادخار الذهب باعتباره الملاذ الآمن خاصة مع التذبذب الكبير في أسعار العملات هبوطاً وصعوداً خلال العام الماضي، إضافة إلى خوف التجار والمواطنين من انهيار الدولار أو الشيكل بسبب المتغيرات الاقتصادية الحالية، وإغلاق عدد من البنوك الأمريكية أبوابها بسبب الإفلاس، ما دفعهم للجوء إلى الذهب باعتبار أن أسعاره يتوقع أن تتجه إلى الصعود في الفترة المقبلة.
وتعد فئة العمال الذين تم منحهم تصاريح للعمل داخل إسرائيل، الأكثر التي أنعشت أسواق الذهب مؤخراً في غزة، بعد أن لجأ العمال إلى شراء الذهب برواتبهم المرتفعة التي يحصلون عليها بدلاً من تخزين الأموال والخوف من انقطاعهم عن العمل بشكل مفاجئ، حيث يتقاضى العمال الفلسطينيون في الداخل المحتل أجوراً تزيد عدة أضعاف عن تلك التي يحصلون عليها في قطاع غزة، بسبب ارتفاع مستوى المعيشة في إسرائيل، الأمر الذي أدى لتوفر سيولة مالية جيدة في أسواق القطاع، ساعدت على تحريك عجلة الشراء للقطع الذهبية.
المواطن أبو شادي حصل على تصريح عمل قبل أشهر داخل إسرائيل، يحاول الاستفادة من هذه الفرصة المؤقتة للعمل بادخار مبلغ من المال ينفعه بعد انتهاء تصريحه والذي مدته 6 أشهر، ولذلك لجأ إلى شراء قطع ذهبية وتخزينها أملاً في بيعها لاحقاً وجني ربح كبير.
وقال لـ«القدس العربي» إن ثقافة ادخار الذهب تعتبر خطوة مهمة لشريحة كبيرة من العمال الذين قضوا أوقات معيشية صعبة للغاية نتيجة عدم ادخارهم للأموال لانعدام فرص العمل أمامهم خلال السنوات الماضية، وبحصولهم على هذه الفرصة الثمينة، يرغبون بادخار ما ينفعهم من المال وقت الحاجة.
ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إنه بدأ توجه المواطنين بشكل لافت لشراء الذهب في أسواق غزة مع حالة الترويج القوية التي يقوم بها أصحاب المحال على مواقع التواصل المختلفة ومحاولتهم ترغيب الزبائن بشراء الذهب بأسعار مناسبة للزينة والخزينة، في ظل التطورات العالمية المتلاحقة والخوف من انهيار العملات الأساسية كالدولار والتي يقوم التجار والمواطنون بالعادة تخزينها.
وأضاف أن أسعار الذهب تراجعت حاليا نظراً لكميات العرض الزائدة وتراجع طلب الشراء، حيث زاد العرض بشكل ملحوظ، فالمواطنون ممن يرغبون بأداء مناسك الحج لهذا العام اتجهوا لبيع ما لديهم من قطع ذهبية لدفع رسوم الحج المرتفعة، وهذا سبب فائضا في السوق وبالتالي اتجه التجار لخفض الأسعار وتشجيع المواطنين على الشراء كسلعة آمنة للادخار.
ولفت إلى أن هناك جزءا كبيرا من العمال في غزة فضلوا عدم إنفاق أموالهم على الاحتياجات الاستهلاكية وقرروا شراء الذهب الذي يعد الملاذ الآمن، بسبب خشيتهم من توقف العمل في إسرائيل في أي وقت، نتيجة للتطورات السياسية الأمنية المتسارعة في الأراضي الفلسطينية.
بدوره أكد رئيس نقابة العاملين في صناعة وتجارة الذهب والمجوهرات في غزة محمود حمادة أن أسعار الذهب في غزة غير مرتفعة كما الأسواق العالمية، وفي حال الارتفاع يكون السعر محدوداً، كون السوق الفلسطينية مغلقة بخلاف الأسواق العالمية المفتوحة، وبالتالي التأثير محلياً يكون قليلا.
وبين لـ«القدس العربي» أن «الغالبية العظمى من التجار والمواطنين لجأوا إلى شراء الذهب وبيعه خلال الفترة القليلة الماضية، واستغلوا التقلبات السريعة في الأسعار في ظل التوتر العالمي لكسب الربح» موضحاً أن الذهب يعد ملجأً آمنا أكثر من العملات الورقية التي تتغير قيمتها، ناصحاً المواطنين بشراء المعدن الأصفر حتى وأن ارتفعت أسعاره.
ووفق بيانات أصدرتها وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، فإن تداول المصوغات الذهبية في أسواق غزة ارتفع منذ مطلع العام الحالي، وأسواق الذهب شهدت انتعاشاً غير مسبوق في حركة اقبال المواطنين على البيع والشراء، وهذا الانتعاش جاء نتيجة سماح سلطات الاحتلال بدخول آلاف الفلسطينيين للعمل في الأراضي المحتلة، الأمر الذي حقق مردوداً مالياً جيداً وسيولة نقدية أنعشت أسواق غزة بشكل عام.

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND