توقف السياحة يوهن اقتصاد مدينة الميلاد | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

توقف السياحة يوهن اقتصاد مدينة الميلاد



غزة - سمارت إندكس

يجد المواطن صليبا سلامة صعوبة في اعتياد فراغ يومي الجمعة والسبت، ويتجوّل في حدود منزله محاولاً تبديد ضجَره وتشتيت قلقه، بعدما تقيّدت أعماله بسبب إجراءات الحكومة الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.

ويمتلك سلامة مطعماً بالقرب من ساحة المهد وسط مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ويشر إلى أن "مطعمه قديمٌ ومشهور، وكان زبائنه يصطفون على الدور للحجز فيه لاسيما السياح خلال فترات الأعياد".

وأوضح أن قرارات الحكومة بإغلاق المطاعم والمقاهي واقتصار عملها على توصيل الوجبات خلال فترة العيد، تسبب في خسارة كبيرة لجميع أصحاب المطاعم.

بيت لحم الأكثر تضررًا

وتعاني بيت لحم على وجه الخصوص من أوضاع اقتصادية صعبة، لاعتماد نسبة كبيرة من سكان المحافظة على السياحة الأجنبية، والتي توقفت بالكامل منذ الخامس من آذار/مارس الماضي بعد الكشف عن أولى الإصابات بفيروس كورونا في فلسطين.

ويرجح المواطن صليبا سلامة أسباب تراجع عائدات مطعمه، إلى إجراءات الحكومة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، مضيفاً "أن أوضاع الناس الاقتصادية بالمجمل متردية ما أثر تباعاً على نفقاتهم وإقبالهم على المطاعم".

وفي حديثه لوكالة "صفا"، يذكر أن خسارته تتجاوز 80% من ربحه المعتاد قبل بدء إجراءات الحكومة الاحترازية منذ مارس الماضي.

ويقول سلامة إن الحكومة لا تعتبر أصحاب المطاعم ضمن قطاع السياحة، بالرغم من اعتمادهم الكبير على السياح تحديداً في مدينة بيت لحم.

ويطالب "باهتمام الجهات الرسمية بالخسارة الفادحة التي تكبدها أصحاب المطاعم، واتخاذها إجراءات تسمح لهم بالعمل ضمن الإجراءات الوقائية اللازمة".

وطالت تبعات انقطاع السياحة الأجنبية إلى جانب الإغلاقات المتكررة أصحاب المركبات العمومية، ما دفع المواطن نعيم حمدان لتوقيف مركبته والعمل في مجال البناء.

انتقال لعمل بديل

ويقول حمدان ، "إن مركبته العمومية لا تأتي بمستلزماتها من تأمين وصيانة، وأصبحت مصدر خسارة في ظل الظروف الحالية"، ما ألجأه إلى العمل في البناء لتأمين احتياجات أسرته.

كما توقفت أعمال الدليل السياحي رائد بنورة من مدينة بيت لحم، ما ألجأه لإنشاء مطعم أسماه "ساندويتش كورونا" وسط المحفظة.

ويقول بنورة لوكالة إنه استمر مدة 7 أشهر دون دخل يذكر، حتى اضطر لإنشاء مشروع جديد يأمن احتياجات عائلته.

ويضيف "اخترت اسم "ساندويتش كورونا" للمطعم لجذب الزبائن والدعوة للتعايش مع الفايروس الذي أصبح أمراً واقعاً".

ويوضح بنورة أن مطعمه نال تغطية واسعة من قبل وسائل إعلامية عديدة، " حتى أن كثير من الناس يلتقطون صورهم بجانب اسم المطعم إلا أن أعماله في غاية السوء وفي غالب الأحيان لا يتمكن من تأمين تكاليف استئجار المكان".

ويؤكد بنورة أنه لم يتلق أي تعويض من قبل الجهات الرسمية، موضحاً "أن رئيس الحكومة وعد بتعويضات للعاملين في قطاع السياحة ولم يتلق إلى الآن أي تعويض".

ترخيص سنوي

ويشير إلى أن الحكومة تلزمه بدفع 250 دولار سنوياً من أجل استمرار ترخيصه كدليل سياحي.

وتوقفت أعمال أصحاب الفنادق بشكل كامل منذ بدايات آذار الماضي، ما أسفر عن تسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها.

ويقول لؤي صبيح مدير أحد الفنادق في بيت لحم لوكالة "صفا"، إنه سرّح 70 عاملاً منذ توقيف الفندق، لافتاً إلى "أن أصحاب الفنادق والعاملين فيها هم الأكثر تضرراً من الجائحة".

ويوضح أن سماح الحكومة لعدد قليل من الفنادق بالعمل للحجوزات الداخلية وفق إجراءات وقائية في بعض الفترات، "غير مجدي ولا يشغّل سوى نسبة قليلة جدا بالمقارنة مع الحجوزات ما قبل الجائحة والتي كانت تصل إلى 70% من الغرف الفندقية".

دين على الحكومة

ويلفت صبيح إلى أن الحكومة دفعت 50% من مستحقات أصحاب الفنادق المتراكمة في محاولة لتعويضهم، لافتاً إلى أن المستحقات هي دين على الحكومة لم تلتزم به قبل الجائحة.

ويؤكد على ضرورة التعايش مع الفيروس والعمل على إدارة عجلة الاقتصاد، لاسيما القطاعات المعتمدة على السياحة.

وكذلك المواطن صالح مايكل صاحب متجر لبيع الملابس في بيت لحم، تراجعت مبيعاته بنسبة 70% بالرغم من عدم اعتمادها على السياحة الخارجية.

ويقول ، "إن القطاعات الأكثر تأثراً هي المعتمدة بشكل أساسي على السياحة، وفي مدينة بيت لحم يعتمد غالبية السكان في أعمالهم على قطاع السياحة"، ما أثر تباعاً على تجارته بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل عام.

ويشير إلى أن أرباحه خلال فترة العيد معدومة بالمقارنة بالأعوام السابقة، لافتاً إلى "أنه يعمل في بيع الملابس منذ 19 عاماً وكانت تجارة عيد العام من أسوأ الأزمات التي مر بها طوال فترة عمله".

وكانت وزيرة السياحة رولا معايعة صرحت للوكالة الرسمية، بأن القطاع السياحي الفلسطيني تكبد خسائر تفوق المليار ونصف المليار دولار، لاسيما في مدينة بيت لحم على وجه التحديد.

وأشارت إلى أن جميع المرافق السياحية في المدينة توقفت، أي ما يعادل أكثر من 72 فندقاً، وأكثر من 100 متجر للتحف الشرقية، وأكثر من 450 مشغل للحرف التقليدية ومجموعة واسعة من الخدمات السياحية من مطاعم وأدلاء سياحيين ووسائل نقل.

 

المصدر/ صفا - سائدة زعارير 

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND