غزة - سمارت إندكس

قرر المزارع الفلسطيني حمادة الأسطل (37 عامًا)، التوقف عن زراعة أرضه الزراعية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ، بسبب الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت به خلال الأيام الماضية.
المزارع الأسطل، يمتلك سبعة دونمات زراعية، جميعها مزروعة بمحصول البندورة، حيث أدى العدوان الإسرائيلي الأخير، وكذلك إغلاق معبر كرم أبو سالم إلى تضرر جزء كبير منها.

يقول : "منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، لم نستطع الوصول الى الأراضي الزراعية، لري محصول البندورة، الأمر الذي تسبب في تلف جزء كبير منها، إضافة لمنع تصدير الخضروات الى الخارج بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم".
وبحسب الأسطل فإن دونم زراعة البندورة يكلفه 10 آلاف شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل قرابة ثلاثة آلاف دولار امريكي، حيث قدر خسائره الأولية بحوالي 10 آلاف دينار أردني.

ويضيف:" توقف تصدير البندورة والخضروات بشكل عام بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم، سيمنعني من زراعة الخضروات، بسبب الخسائر المالية الكبيرة التي لحقت بي".
المزارع الأسطل يخشى على مصيره ومصير عائلته التي باتت اليوم بلا أي مدخل رزق بعد توقفه عن زراعة محصول البندورة، إضافة لتراكم الديوان المالية عليه.
يقول: "أنا اليوم عاطل عن العمل، ولا أستطيع توفير لقمة عيش كريمة لعائلتي وأطفالي ومصيرنا بات مجهولا في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة".
مطالب المزارع الأسطل بسيطة جدا، فهو يأمل في إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، بأسرع وقت ممكن، والسماح بتصدير الخضروات للأسواق الخارجية كما السابق.

عاهد الأغا، مدير جمعية خان يونس الزراعية التعاونية، يقول لسوا إن الجانب الإسرائيلي يمنع إدخال كافة المواد المتعلقة بالزراعة، الأمر الذي سيؤثر عليه بشكل سلبي وكبير على تحضيرات الموسم الزراعي المقبل والذي يبدأ في شهر أيلول المقبل.
ويوضح الأغا أن الموسم الزراعي يحتاج لفترة تحضير تتمثل في توفير البذور ومعقمات التربية والأسمدة والمبيدات والتي ما زال الجانب الإسرائيلي يمنع دخولها حتى الآن بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم.
ويؤكد أن عدم توفر هذه المواد سيخلق معاناة شديدة وكبيرة لكافة المزارعين في قطاع غزة، الأمر الذي قد يهدد الأمن الغذائي في القطاع، نظرا لعزوف المزارعين عن فلاحة أرضهم وتجهيزها للزراعة.
ويبين الأغا أن العرض الزائد للخضروات في أسواق غزة أدى إلى انخفاض أسعارها بشكل كبير، نتيجة توقف عملية التصدير إلى أسواق الضفة الغربية وإسرائيل.
ويشير إلى أن عملية التصدير من غزة إلى أسواق الضفة وإسرائيل، يخلق حالة من التوازن في الأسعار بالأسوق المحلية في القطاع.
ووفقا للأغا فإنه وبحسب إحصائية وزارة الزراعة في غزة، فإن قرابة 43 ألف طن من الخضروات تم تصديرها من غزة إلى أسواق الضفة وإسرائيل عام 2020.

يقول الاغا، إن الخسائر الأولية التي تسبب بها استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم تقدر بنحو 20 ألف دولار امريكي.
السلة الغذائية تقترب من حافة الخطر
وقالت وزارة الزراعة في غزة، إن السلة الغذائية لسكان القطاع تقترب من حافة الخطر، وذلك نتيجة تكبد المزارعين خسائر فادحة وعزوفهم عن الزراعة، بسبب إطالة أمد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر كرم أبو سالم في وجه الصادرات الزراعية لأكثر من 35 يوماً على التوالي.
وأوضحت الوزارة في بيان أصدرته في 15 يونيو الجاري، أن قيمة الخسائر التي لحقت بقطاع الصادرات الزراعية والأسماك نتيجة إغلاق معبر كرم أبو سالم بلغت نحو (12مليون $)، مؤكدة أن إطالة أمد الإغلاق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، سوف يضاعف من خسائر المزارعين والتجار الفلسطينيين.
وأشارت أنه تولد لدى المزارعين نوايا للعزوف عن الزراعة في ظل تدني الأسعار المحلية ومنع الاحتلال السماح لمنتجاتهم بالتسويق للضفة الغربية والتصدير للدول العربية، فضلاً عن منع إدخال مستلزمات الإنتاج، محذرة من أن استمرار هذا الوضع، سوف ينعكس على السلة الغذائية للمواطنين في القطاع.
وطالبت وزارة الزراعة، كافة المؤسسات الحقوقية والجهات الدولية والعربية ذات العلاقة بالزراعة والغذاء بالوقوف عند مسؤولياتها لإجبار الاحتلال على فتح معبر كرم أبو سالم والسماح بتسويق وتصدير المنتجات الزراعية وإدخال المستلزمات الزراعية.

صور: أحمد زقوت