طموح السعودية بالاستثمار الرياضي.. مستقبل الصفقات الضخمة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية دولية

طموح السعودية بالاستثمار الرياضي.. مستقبل الصفقات الضخمة



الرياض - سمارت اندكس

يوم تلو الآخر، تبرز مشاريع وبرامج رؤية السعودية 2030 لتصبح واقعا ملموساً وتفتح آفاقا واسعة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا وباتت هناك حالة من الزخم تجاه المملكة التي تمكنت من إحداث نقلة نوعية في كافة المجالات.

فعلى صعيد القطاع الرياضي، استهدفت السعودية بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في التنمية، كان أحدثها إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في 5 يونيو الماضي مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية بما يحقق التميز للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على كافة الأصعدة.

وهو ما أكده وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، خلال لقاء متلفز مؤخرا، بقوله إن "الرياضات بشتى أنواعها مكون اقتصادي رئيسي في الاقتصاد العالمي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنها جزء من الإعلام، والصحافة الرقمية، والألعاب، والاستهلاك العالمي. ولدى المملكة خطط واستثمارات في العديد من الرياضات مثل الملاكمة، وكرة القدم، وفورميلا إيه، وفورميلا إي، والغولف".

وأضاف: "أي رياضة لها مستهلكون عالمياً ومحلياً هي رياضة نهتم بها كفرصة استثمارية، ليس فقط لتحقيق عوائد تجارية للمستثمرين، سواء كانوا صندوق الاستثمارات العامة أو مستثمرين من القطاع الخاص، ولكن أيضاً لتحسين جودة الحياة في المملكة العربية السعودية، فهي جزء من جدول أعمالنا السياحي".

خطوات السعودية في مجال الاستثمار الرياضي جعلتها حاليًا جزءا رئيسيا في النقاش الرياضي الدولي،عبر صفقات استحواذ على أندية لها تاريخ كبير، كما باتت انتقالات الدوري السعودي من أبرز المواد التي تتناولها الصحافة العالمية، بعد صفقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وما تبعه من نجوم العالم وبينهم الفرنسي كريم بنزيمة للعب في الدوري السعودي.

مكاسب اقتصادية

وتبدو الصورة العامة للاستثمار الرياضي بأنه ذو بعد ترفيهي إلا أنه يحمل في طياته مكاسب اقتصادية هامة، وبخاصة في إطار مساعي الرياض إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن اعتمادها الحالي على النفط.

وبالفعل، حقق القطاع الرياضي السعودي قفزات نوعية في الأعوام القليلة الماضية، وذلك بفعل المتغيرات التي تمت عليه، ففي عامين فقط نما إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في السعودية من 2.4 إلى 6.5 مليار ريال، وفق موقع مجلة "التنمية الإدارية" السعودية.

وهو ما أيده صالح الراشد، عضو مجلس إدارة النادي الدولي للإعلام الرياضي، قائلا إن المملكة العربية السعودية فرضت نفسها بقوة في مجال الاستثمار الرياضي عبر مثل هذه الصفقات التي تمثل إضافة شركات إعلانية كبرى لدعم الكرة السعودية وزيادة الحضور الجماهيري، حتى باتت الدول الأوروبية تخشى منها.

 وأضاف الراشد، في تصريحات متلفزة، أن السعودية نجحت بامتياز في الصفقات الأخيرة، ضاربا مثالا برونالدو الذي يملك أكثر من 650 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي، مضيفا: "حين يغرد عن السعودية سياحيا أو اقتصاديا فأكثر من مليار ونصف شخص حول العالم سيهتمون بما يكتب عبر ارتدادات التغريدات وهذا أكبر نجاح وأكبر استفادة".

من جانبه، قال فيصل الشمري، رئيس تحرير صحيفة إرم الاقتصادية إن الملف الرياضي جزء من أكثر من 12 برنامجا ضمن رؤية 2030 جميعها تعمل عليها المملكة العربية السعودية في وتيرة واحدة وبنفس روح التحدي للنجاح.

 وأضاف الشمري، في تصريحات متلفزة، أن ما جعل نجاحات القطاع الرياضي مدوية أكثر هي أنها جماهيرية وتهم قطاعا عريضا حول العالم، مؤكدا أن "شغف المجتمع السعودي بالرياضة عريق لكن ما هو جديد طريقة تحرك الإدارة عبر التعاطي بملفات الاستثمار بالنمط الحديث".

وأكد أن الرياضة حقل استثماري كبير وتم اختباره عالميا ويجني الكثير من الأموال الضخمة حيث يجر معه الإعلانات والرعاية والدعاية وكلها تصب في صالح الاقتصاد ككل، لافتا إلى أن الصفقات الرياضية الأخيرة بالدوري السعودي لها أهداف أولها رياضية حيث سترفع مكانة وسمعة الرياضة السعودية وتسويقية تستفيد منها الدولة وكذلك المنطقة ككل. واعتبر أنه "ليس صحيحا أن الاستثمار في الرياضة هو استثمار صامت عبر شراء أسهم وإنما شراء أندية والتفاوض مع طاقات".  

 

مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية

والشهر الماضي، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى.

ويشمل المشروع في المرحلة الحالية مسارين رئيسيين؛ أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءًا من الربع الأخير من عام 2023.

ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام، إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضيًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

استثمارات رياضية

يعود اهتمام المملكة بالرياضة إلى كأس الملك فهد، الذي أطلق في منتصف التسعينيات، وسمي على اسم الملك السعودي آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وقد دفعت المملكة في البداية جميع نفقات الدول المشاركة ونجحت في جلب 6 أبطال قاريين إلى العاصمة السعودية الرياض في النسخ الثلاث الأولى من البطولة.

وفي 1997 أكملت الفيفا سيطرتها على البطولة وغيرت اسمها إلى كأس القارات، وفي فترة الألفينيات خطت المملكة خطى جيرانها مثل الإمارات وقطر اللتين اشترتا مانشستر سيتي في عام 2008 وباريس سان جيرمان في عام 2011 على التوالي، ودخلت شركة الاتصالات السعودية المملوكة للدولة في شراكة طويلة الأمد مع مانشستر يونايتد أهم أندية الدوري الممتاز ودوري الأبطال عام 2008.

وتم تعزيز الرابطة بين المملكة والنادي البريطاني الأكثر نجاحًا في عام 2017 عندما أعلن النادي عن شراكة استراتيجية مع الهيئة العامة للرياضة السعودية.

كما أعلن الأمير السعودي عبد الله بن مساعد في أواخر عام 2013، تملكه نصف حصص نادي “شيفيلد يوناتيد” الإنجليزي، وفي عام 2019 تمكن الأمير بن مساعد من شراء بقية حصص النادي، لتصبح ملكيته بالكامل سعودية خالصة.

وفي عام 2019 اشترى رئيس هيئة الترفيه الحالي ورئيس هيئة الرياضة السابق، تركي آل الشيخ، نادي ”ألميريا”، أحد أندية دوري الدرجة الثانية الإسباني، بعد استحواذه على 99.8% من أسهم النادي، ليصبح أكبر المساهمين فيه.

فضلًا عن ذلك، اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نادي نيوكاسل الإنجليزي عام 2021، بمبلغ قدره 300 مليون جنيه إسترليني.

وأصبحت شركة النفط المملوكة للدولة "أرامكو" جزءًا أساسيًا من استراتيجية الرياضة في السعودية مع رعايتها في الكريكيت ورياضة السيارات والتنس والرياضات الإلكترونية والغولف. وفي عام 2020، وقعت أرامكو اتفاقية رعاية عالمية طويلة الأجل مع الفورمولا واحد بالإضافة إلى شراكتها الاستراتيجية مع سباقات أستون مارتن.

استضافة بطولات دولية

وفي 2019، وافق الاتحاد الإسباني لكرة القدم على استضافة كأس السوبر الإسباني بالسعودية لمدة ثلاث سنوات، وتم الإبلاغ مؤخرًا عن تجديد العقد الحالي حتى عام 2029 بسعر 34 مليون دولار سنويًا.

وفي مارس 2022، زار رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، السعودية للقاء محمد بن سلمان، ووزير الرياضة، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المشعل "لاستعراض مجالات التعاون و الفرص المحتملة لتطوير كرة القدم السعودية".

تأتي هذه اللقاءات في وقت تخطط فيه المملكة العربية السعودية لتقديم عرض ثلاثي مع مصر واليونان لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، وقد قدم الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم عرضًا لاستضافة كأس آسيا للسيدات 2026.

وفي فبراير 2023، فازت السعودية رسميا بشرف تنظيم كأس آسيا 2027 خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد القاري في المنامة حيث أصبحت المرشحة الوحيدة لاستضافة نهائيات كأس آسيا بعد أن سحبت الهند طلبها للحصول على حقوق التنظيم.

صفقات مدوية

وفي أواخر عام 2022، وقع نادي النصر السعودي، عقدًا لمدة عامين مع كريستيانو رونالدو، كما انضم كريم بنزيما إلى الاتحاد قادما من ريال مدريد، وتقدر قيمة الصفقة بأكثر من 100 مليون يورو (106.89 مليون دولار)، بحسب تقارير إعلامية.

كما وقع لاعب خط وسط تشيلسي، نغولو كانتي، البالغ من العمر 32 عامًا عقدًا بقيمة 86 مليون جنيه إسترليني (109.8 مليون دولار) سنويًا، وفقاً لوسائل الإعلام البريطانية.

كما اجتاز المهاجم البرازيلي، روبرتو فيرمينو الفحص الطبي مع أهلي جدة مؤخرًا، وينتظر توقيع العقود بشكل رسمي خلال الأيام القليلة المقبلة وسوف يستمر عقد اللاعب حتى صيف عام 2026.

 

عالم الرياضات الإلكترونية

وتعد الرياضات الإلكترونية كذلك واحدة من الأهداف التالية للمملكة العربية السعودية في عالم الرياضة، وقد أعلن الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، منذ أسابيع، إقامة النسخة الثانية من منتدى العالم القادم، بمشاركة قادة وخبراء القطاع، يوم 30 أغسطس المقبل، وسيكون المنتدى هو ختام فعاليات أكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم "موسم الجيمرز.. أرض الأبطال" الذي يتضمن كذلك، إقامة بطولات الفيفا للألعاب الإلكترونية في الفترة من 6 إلى 19 يوليو الجاري بمجموع جوائز يبلغ 3 ملايين دولار.

وفي سبتمبر 2022، كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن "استراتيجية الألعاب والرياضات الوطنية" التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030.

وتعد الاستراتيجية الجديدة جزءا من خارطة الطريق الاستراتيجية الشاملة، التي تهدف إلى إنتاج أكثر من 30 لعبة تنافسية وجذب السياح واللاعبين من جميع أنحاء العالم، وكذلك خلق 39000 فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030.

وفي نوفمبر 2020، اشترت مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (Missk) ثلث شركة الألعاب اليابانية Snk Corporation، وقد وسعت المؤسسة مشاركتها الآن لأكثر من 96% من شركة Snk.

تعد مجموعة الألعاب الذكية المنشأة حديثًا، والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، جزءًا أساسيًا من هذه الإستراتيجية. في عام 2022، تم شراء Esl Gaming و  Faceit - وهما من أكبر العلامات التجارية للرياضات الإلكترونية - بقيمة ضخمة بلغت 1.5 مليار دولار و قامت مجموعة الألعاب الذكية في وقت لاحق بدمج الكيانين لتشكيل مجموعة Esl Faceit.

وقد استضافت المملكة في صيف عام 2022 أكبر حدث للرياضات الإلكترونية والألعاب في العالم، " Gamers8 " الذي تضمن مجموعة جوائز بقيمة 15 مليون دولار.

وتتكون "رؤية 2030" أيضًا من تحديث وبناء مدن سعودية جديدة، وأبرزها إنشاء مدينة ضخمة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار تسمى "نيوم"، والتي من المقرر أن تصبح "مستقبل الرياضة" و"الوجهة الأولى للأحداث الرياضية الكبرى".

 ومن المقرر استضافة الألعاب الشتوية الآسيوية لعام 2029 في طروادة كجزء من خطة نيوم الإقليمية، وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها الأسرة الأولمبية حدثًا لمدينة ليست موجودة بالفعل على الخريطة بعد.

صناعة الرياضة

ومؤخرا بات الاستثمار الرياضي جزءا من اقتصاديات الدول حيث يمثل دخل كرة القدم في البرازيل 5% من إجمالي الدخل العام، فيما بلغ حجم صناعة الرياضة في الصين 1.9 تريليون يوان، ما يوازي 294.1 مليار دولار في 2016م، ويعمل أكثر من 25 مليون شخص في المجال الرياضي بالصين، بعد أن اتجهت الحكومة إلى الاستثمار الرياضي، وبفضل ضخ مليارات الدولارات، تقوم الأندية الصينية، بشراء أسهم الأندية الكبرى في أوروبا، وكذلك استقدام نجوم الملاعب الأوروبية مثل الإنجليزي، والإيطالي، والإسباني، وغيرها، بحسب مجلة "التنمية الإدارية" السعودية.

وبلغت الضرائب المدفوعة على الاستثمارات الرياضية في الولايات المتحدة نحو 217 مليار دولار، ما يكشف عن أهمية الرياضة في زيادة الدخل المحلي.

وقدرت المجلة حجم صناعة الرياضة في الولايات المتحدة بـ 73.5 مليار دولار لتتفوق على الكثير من الصناعات التقليدية، وهو ما يجعل اقتصاد الرياضة لدول كثيرة محركاً مهماً للاقتصاد الوطني.

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND