غزة: تجارة الذهب تترنّح على وقع ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

غزة: تجارة الذهب تترنّح على وقع ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية



غزة - سمارت إندكس

يعاني قطاع تجارة الذهب في قطاع غزة من كساد عميق منذ عدة سنوات تفاقم مؤخراً على وقع ارتفاع سعره وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمادية للمواطنين.
وأضحت تجارة الذهب للكثير من التجار والباعة مجرد اسم ومحل ومعرض للحفاظ على اسم وموقع في السوق أملاً في تحسن الوضع الاقتصادي لاحقاً كما يقول التاجر محمد الشبراوي صاحب محل لبيع المجوهرات في سوق مخيم جباليا المركزية، ويعمل في ذات الوقت بمهنة أخرى لكسب رزقه وتوفير قوت عائلته.
وقال الشبراوي لـ"الأيام"، إن تجارة الذهب لم تعد مجدية على الإطلاق وخصوصاً في الأشهر الأخيرة التي شهدت أسعاره ارتفاعاً كبيراً، مبيناً أن قدرة المواطنين على الشراء أصبحت محدودة جداً وفي نطاق ضيق وبكميات صغيرة جداً، وكذلك لم يعد للغالبية العظمى من المواطنين أي كميات أو مدخرات من المجوهرات وخصوصاً الذهب لبيعها كما كان يعتمد التجار في الأزمات خلال السنوات السابقة.
ويشاركه الرأي جاره سائد خليل صاحب محل في السوق ذاتها إذ يرى أن مهنة تجارة المجوهرات عديمة الجدوى ومرهقة مالياً بسبب التكلفة العالية المترتبة على دفع بدل إيجار وغيرها، مبيناً أنه اقتحم مجال العمل عن بعد في مجال كتابة المحتوى لكسب الرزق بعد التوقف شبه التام للتجارة.
ويتخذ خليل من محله الصغير مكاناً لعمله الجديد للحفاظ على اسمه في السوق على أمل أن تشهد الفترة القادمة تحسناً ملحوظاً في البيع خصوصاً مع بدء عمل اكثر من عشرة آلاف مواطن في سوق العمل الإسرائيلية منذ عدة أسابيع.
ويعول خليل ونظراؤه التجار على دخول المزيد من العمال للعمل في إسرائيل لإعادة الاعتبار لتجارة الذهب التي كانت تعتمد بدرجة كبيرة على مشتريات العاملين في سوق العمل الإسرائيلية قبل انتفاضة الأقصى.
وقال خليل لـ"الأيام"، إن هذه الطبقة من العمال تفضل ادخار الذهب على ادخار النقد في البنوك أو حتى المنازل ولذا فإنه يتأمل أن يشهد العام القادم وضعاً تجارياً افضل بشرط استمرار دخول العمال إلى إسرائيل وزيادة أعدادهم.
وعكس مشهد احتلال بعض الباعة لواجهة بعض محال الذهب في الركن المخصص في سوق جباليا حالة الكساد العميقة التي تضرب الركن الذي يضم نحو 22 محلاً قائمة منذ عشرات السنين.
وقال إيهاب حسون بائع مجوهرات إن غالبية المواطنين وخصوصاً من أصحاب الدخل المحدود والمتوسط باعوا مجوهراتهم على مدار السنوات الماضية التي شهدت تدهوراً متواصلاً في أوضاعهم الاقتصادية بحيث لم يعد لهذه الشريحة أي مدخرات من المجوهرات لبيعها مجدداً ما انعكس سلباً على الحركة التجارية على أسواق المجوهرات في القطاع التي تئن تحت وطأة غير مسبوقة من الكساد التجاري.
وأضاف حسون لـ"الأيام"، إن العديد من باعة المجوهرات تركوا المهنة وبحثوا عن أعمال أخرى كالعمل سائقي أجرة وغيرها من الأعمال الأخرى لكسب الرزق في ظل تعثر المهنة وعدم جدواها.
ولم تعد سوق الذهب المركزية في مدينة غزة "القيسارية" الأثرية مكاناً يعج بالمشترين والزبائن، وبدت شوارعها الضيقة جداً خالية من المارة إلا من باعة الحلوى المتجولين الذين يبحثون عن زبائن لتسويق بضاعتهم، والتجار الذين يتجاذبون أطراف الحديث عن آخر التطورات والتوقعات حول الأسعار في ظل تذبذبها مؤخراً وانخفاض الدولار مقابل الشيكل كما يقول التاجر محمد مطر والذي أبدى تشاؤمه من إمكانية تحسن الحركة الشرائية مع ارتفاع الأسعار.
وأضاف مطر لـ"الأيام"، إن الوضع التجاري في سوق الذهب الأبرز والأكبر في قطاع غزة لم يعد يطاق وأصبح الكساد روتيناً قاتلاً، مبيناً أن التجار يأتون إلى هنا فقط للحفاظ على أسمائهم وسمعتهم في السوق.

المصدر:  جريدة الأيام - عيسى سعدالله

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND