غزة رواج تصنيع المنظفات منزلياً في ظل تفشي البطالة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

غزة رواج تصنيع المنظفات منزلياً في ظل تفشي البطالة



غزة - سمارت إندكس

ينتشر عشرات الباعة المتجولين والبسطات الثابتة والمتنقلة في كافة أرجاء قطاع غزة، يبيعون الصابون السائل وأنواعاً مختلفة من المنظفات التي يجري تصنيع معظمها داخل منازل، ومن ثم تعبئتها في عبوات بلاستيكية متعددة الأحجام، وبيعها مقابل 1-3 شواكل لكل لتر.
واللافت أن تصنيع هذه المواد بدأ ينتشر، فالبعض يصنعها للاستخدام المنزلي، وآخرون بهدف التجارة، خاصة أن المواد الخام الضرورية للتصنيع متوفرة وبأسعار منخفضة.
الشاب محمد رضوان كان يتنقل بوساطة دراجة "توك توك"، ممتلئة بعبوات مختلفة الأحجام من مواد التنظيف، وينادي بوساطة مكبر صوت "ثمن اللتر الواحد مقابل 2 شيكل".
ويقول رضوان: إنه تعلم تصنيع مواد التنظيف من أحد أقربائه، ثم تدرب أكثر على تصنيعها خلال دورة تدريبية مدفوعة الأجر، وفي البداية كان يصنع للاستخدام المنزلي فقط، ثم توسع قليلاً، وبدأ يُصنعها لأقربائه بالمجان، إلى أن قرر تحويل الأمر لتجارة، وتوسع نشاطه رويداً رويداً، إلى أن بات يتجول في الشوارع، لبيع ما يصنعه، وله زبائن كثر.
وأوضح أنه يشتري المواد الخام من أحد التجار بسعر الجملة، ويصنعها في منزله بكميات ومقادير دقيقة، كل نوع يعطيه لوناً محدداً ورائحة معينة، ومن ثم يقوم بتعبئتها ويبدأ ببيعها.
وأكد رضوان أن ثمة العشرات من المصانع الصغيرة في المنازل، معظمها غير مرخص، وهناك معامل مرخصة من جهات الاختصاص، ومعظم العائلات في قطاع غزة باتت تعتمد على هذه النوعية من المنظفات الرخيصة، والتي تضاهي في جودتها الأنواع المستوردة.
أما الشاب عماد صالح، فأكد أنه يُصنع كل أنواع المنظفات وبطريقة محترفة، وقد تعلمها خلال دورة عقدت في مدينة غزة قبل عامين، ثم أضاف لخبراته عبر مشاهدة مقاطع فيديو، وقراءة طرق تصنيع متطورة يتم نشرها على شبكة المعلومات الإلكترونية.
وأكد صالح أنه نجح في محاربة البطالة عبر مشروعه المنزلي الصغير، ويطمح لتوسعته، ليفتح معملاً ومحلاً للتسويق كما فعل الكثيرون، وهو ماض حتى يحقق هدفه، فبفضل تصنيع المنظفات بات يحصل على دخل يعيل به أسرته، ونجح في التخلص من البطالة.
ولم يخفِ صالح وجود الكثير من الغش في التصنيع المذكور، لكن هذا الغش لا يتسبب بضرر المستهلك، إنما يقلل من فعالية المنتج، فبعض المصنعين يزيدون كميات المياه دون زيادة في المواد الخام، فيكون المنتج خفيفاً، وهم يهدفون لزيادة الربح، لكن المُصنّع الذي يريد النجاح يتقن عمله لكسب المزيد من الزبائن واستمرار الربح، فالمستهلك واع ويستطيع تمييز جودة المنتج من أول استخدام.

بديل رخيص
وازداد إقبال المواطنين على تلك المنتجات، حتى باتت توفر لهم بديلاً عن الأنواع المستوردة، إذ تقول المواطنة أم خليل سلامة: إنها استغنت عن الصابون وكافة أنواع المنظفات التي كانت تشتريها من المحال التجارية، واستبدلتها ببدائل تصنع محلياً، فحتى مسحوق الغسيل للغسالات "الأوتوماتيكية"، يتم تصنيعه محلياً بجودة عالية، إضافة لصابون سائل لغسل اليدين والاستحمام، وكذلك لسائل جلي الأواني، وأنواع جيدة لمسح الأرضيات، ومُعطر وأنواع أخرى.
وأكدت أنها تتعامل مع مصنع محلي يتقن عمليات التصنيع، وهي توفر ما بين 50-60% من قيمة مواد التنظيف في حال اشترتها من المتاجر من الأنواع المستوردة.
وأشارت إلى أن كل مَن تعرفهم يشترون من المنظفات المصنعة محلياً، وبعضهم يصنعونها بكميات قليلة للاستخدام المنزلي، خاصة بعد أن غدت مواد التصنيع متوفرة بكثرة في كل مكان بالقطاع.
ورخصت وزارة الاقتصاد بغزة عشرات المصانع الصغيرة، وساعدت روادها بتلقي تدريبات حول طرق التصنيع السليم والآمن، وتقوم بمتابعة عمليات التصنيع.

المصدر: جريدة الأيام - محمد الجمل

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND