غزة: عزوف عن زراعة البندورة بعد تفاقم خسائرها | سمارت إندكس

أخبار

أخبار متنوعة

غزة: عزوف عن زراعة البندورة بعد تفاقم خسائرها



غزة - سمارت إندكس
لجأ المزارع الغزي خالد قديح، لمنصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للفت الانتباه للمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها مزارعو البندورة في قطاع غزة منذ نحو شهرين، بعد تعرضهم لخسائر غير مسبوقة منذ سنوات.
قديح نشر صوراً لكميات كبيرة من ثمار البندورة الناضجة مكدسة في أسواق الجملة في القطاع، لا تجد تاجراً يشتريها، مناشداً كل الجهات بالوقوف إلى جانبهم، ووقف مسلسل الخسائر التي يتعرضون لها، والتي قد تحول دون تمكنهم من مواصلة الزراعة مستقبلاً.
ويقول قديح، قبل عدة أشهر كانت أسعار الخضراوات خاصة البندورة مرتفعة، وهذا شجعه وغيره من المزارعين على تجهيز دفيئاتهم الزراعية، والبدء بزراعتها بمحصول البندورة، وقد بذلوا جهودا كبيرة في رعاية الأشتال، وصولاً لمرحلة الإنتاج، لكنهم فوجئوا بانهيار كبير وغير متوقع على الأسعار، لكن ورغم ذلك واصلوا الاهتمام بالمزروعات، أملاً بأن يكون انخفاض الأسعار لفترة مؤقتة، ثم تعود الأسعار وتتحسن مجدداً.
وأشار قديح إلى أن شهرين كاملين مرا والأمور تزداد سوءا، فثمن كيلو البندورة الناضجة يباع للمستهلك بنصف شيكل فقط، ويخرج من المزرعة بأقل من ذلك بكثير، ومعظم التجار يحجمون عن شرائها، ويعللون ذلك بأن الأسواق تغص بالمحصول، نظراً لقيام بعض المزارعين بتسويق إنتاجهم بأنفسهم دون وسطاء.
وأشار قديح إلى أن محصول البندورة في هذا الوقت من العام يكلف كثيراً، فهو محصول صيفي، تتم زراعته في دفيئات زراعية، ويحتاج لري مستمر، وأدوية، ورعاية فائقة، وإذا ما اقتلعت الرياح النايلون الذي يغطي الدفيئة – وهذا حدث مع كثير من المزارعين - يجبر المزارع على استبداله.
في حين أكد المزارع أحمد صبح، من قرية خزاعة شرق محافظة خان يونس، أن الكثير من مزارعي البندورة إما اقتلعوا الأشتال وهي في ذروة إنتاجها، أو هجروها، فثمن مياه الري التي تحتاجها الدفيئة الواحدة يتراوح ما بين 15-20 شيكلا يومياً، إضافة لحاجتها للمتابعة، ولرش بالمبيدات، كما أن جنيها يحتاج لعمال يتقاضون أجراً، وبعد هذا كله تباع بأسعار زهيدة لا تغطي حتى ثمن المياه.
وبين أن وقف التصدير أو تقنينه، كان سبباً في تكدس الإنتاج داخل القطاع، فغالبية المزارعين حين بدؤوا زراعة دفيئاتهم، كانوا يتطلعون لمنافذ تصدير مفتوحة، تحقق لهم أرباحاً، لكن ما حدث كان العكس، فلم يستطع غالبيتهم إخراج الإنتاج من القطاع، وحدث فائض كبير في العرض على حساب الطلب، وبالتالي حصل انهيار للأسعار.
وأكد أن تكرار تعرض المزارعين لخسائر له انعكاس سلبي على قطاع الزراعة بشكل عام، فالمزارع الذي تعرض لخسارة مرة ومرتين، لن يكون باستطاعته سداد ديونه للتجار، ومحال الأدوات الزراعية التي حصل منها على البذور والأسمدة والأدوية الزراعية، وبالتالي لن يتمكن من الزراعة مجدداً، وهذا سيخلف حالة من العزوف عن الزراعة.
من جهتهم، أكد باعة في الأسواق، أن كميات البندورة المعروضة في السوق تفوق الطلب بكثير، وهذا أدى إلى انخفاض أسعارها بصورة غير مسبوقة منذ أكثر من عام.
ويقول البائع أحمد صيام، إن ثمن كيلو البندورة في شهري آذار ونيسان من العام الماضي تخطى خمسة شواكل، ولندرتها جرى استيرادها لقطاع غزة، أما، الآن، بنصف شيكل فقط، معتقدا أن هذا يعود لغياب خطة زراعية واضحة، تنظم عمليات الزراعة، وتحدد المساحات الواجب زراعتها لكل نوع من الخضراوات، متوقعاً موجة غلاء كبيرة للبندورة بعد شهر أو شهرين من الآن، بسبب عزوف المزارعين عن زراعتها، خوفاً من الخسارة.

 

المصدر/ الايام - محمد الجمل

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND