لطلاب التوجيهي،، كيف تختار تخصصك لتتجنب "شبح البطالة"..؟ | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

لطلاب التوجيهي،، كيف تختار تخصصك لتتجنب "شبح البطالة"..؟



ما إن صدرت نتائج الثانوية العامة في قطاع غزة، استنفر طلاب التوجيهي بالتجول بين الجامعات المحلية والكليات، بحثًا عن تخصصات مناسبة لهم لتقيهم شبح البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.

اختيار التخصص الملائم لسوق العمل يُدخل الطالب في حيرة من أمره، فيما إذا كان التخصص ذو جدوى اقتصادية وعائد مادي، لاسيما في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة والظروف الاقتصادية الصعبة من جهة، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف الخريجين من جهة أخرى.

يأس وظيفي

فالطالب محيي الدين أبو الريش من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حصل على معدل (74%) ، وقرّر الانتساب في مجال التجارة الالكترونية، ويرى أنه مناسب له، خاصة أن والده يمتلك محلات للملابس، لافتًا أن هذه التخصص سيساعده في إدارة محلاتهم التجارية والتسويق لها عبر الإنترنت.

ويشير أبو الريش لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه يعلم جيدًا أن هناك تكدسًا في أعداد الخريجين من ذات التخصص الذي يريد، معبرًا عن يأسه من الحصول على وظيفة حكومية بعد التخرج، مستدركًا قوله: "مليون خريج قاعدين في بيوتهم".

ضغط الأهالي

أما الطالب محمد الشريف، فأهله يضغطون عليه للالتحاق بتخصص "التعليم الأساسي" أسوة بأخيه الموظف في ذات التخصص، مشيرًا إلى أنه يريد التخصص في مجال له علاقة بالتصميم والتسويق الالكتروني لأنه من أهم التخصصات المطلوبة في الوقت الراهن، حسب قوله.

ويضيف الشريف، لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التخصصات التي لها علاقة بالفضاء الالكتروني لها فرصة كبيرة ويدرّ عائدات مالية وفيرة، أكثر من غيرها من التخصصات الأخرى، مبينًا أن لديه مهارات خاصة في تداول العملات الرقمية والتسويق الإلكتروني.

ويلفت الشريف، إلى أنه سيحاول اقناع أهله خاصة والده باختيار التخصص المناسب له.

مهارات ومعرفة

بدوره، قال المختص في شؤون التعليم الأستاذ محمد الحطاب، إنه يجب على الطالب امتلاك المهارات والمعرفة الكافية بالتخصص الذي يناسبه، مشيرًا إلى أنه يجب على الطالب اختيار التخصص وفق الاحصائيات التي يصدرها الجهاز المركزي للإحصاء، والتي بدورها توجه الطالب نحو التخصص الملائم.

وأضاف الحطاب لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هناك تخصصات استهلكت بحثًا ودراسة ويجب الابتعاد عنها، مستدركًا: "وإن كان لا بد منها يجب على الطالب التهيؤ جيدا بعدم الاكتفاء بما تقدمه الجامعة أو الكلية في إطار التخصص".

منافسة شديدة

وأوضح أن سوق العمل يواجه منافسة شديدة تحتاج من الطالب مؤهلات كبيرة وأن يكون ذو ثقافية عملية واسعة.

وأشار الحطاب إلى أن تعلم اللغات خلال فترة الدراسة بالجامعة سواء اللغة الفرنسية أو الإنجليزية والتركية والعبرية تزيد فرصتهم بعد التخرج في الحصول على فرصة عمل.

ونصح الطلاب بارتياد مكتبات الجامعات بشكل أسبوعي واستغلالها في تنمية مهارة القراءة والثقافة العامة، وليس فقط زيارتها وقت (التكليفات والأبحاث المطلوبة من الطالب) . كفيلة ان تميز الطالب عن غيره في وتساعده على تحقيق مأربه.

فيما يتعلق بضغط الأهالي على أبنائهم باختيار تخصص معين، قال: "على الطالب أن يقبل بمشورة أهله فهم على دراية بمصلحة الطالب وسوق العمل أكثر منه، مبينًا أن القرار قرار توافقي، والأصل على الطالب أن ينزل عند رغبة أهله.

تخصصات محددة

في السياق، أوضح الباحث التربوي أحمد فرينة، أن معظم طلبات التوظيف غالبًا ما تكون محصورة في تخصصات محددة للحصول على فرصة عمل، مشيرًا إلى أن تخصص علم النفس والتجارة باللغة الانجليزية بالإضافة إلى التخصصات المهنية بشكل عام مطلوبة حاليا، والتي قد تفضي بالحصول على عمل مشروع مستقل للطالب ليتحدى بها الظروف الراهنة.

ونوه فرينة في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، إلى أن هناك ارتفاع ملحوظ في الطلب على تخصص علم النفس لدى المؤسسات الناشطة في مجال العمل الانساني والمؤسسات الحكومية.

وشدد فرينة على أهمية الجانب المهني العملي أكثر من الجانب الأكاديمي، مؤكدًا أن سوق العمل يميل للجانب المهني في الظروف التي يعيشها قطاع غزة.

وأوعز بضرورة ربط التخصص الأكاديمي والمهنة العملية باللغة الانجليزية باعتبارها الأكثر تداولا ضمن شروط الحصول على وظيفة في سوق العمل.

ولفت فرينة إلى أن مطالعة الكتب من خلال المكتبات العامة تنمي الجوانب الإبداعية لدى الطالب وتعمل على تطوير الذات باستمرار، إضافة إلى ورشات العمل والدورات في سياق التخصص.

وأردف قائلاً بأن " تخصص التجارة الإلكترونية المستحدث لاحقاً قد حقق إنجازات فعلية لدى العديد من الشباب والشابات ممن يميلون للعمل الحر في قطاع غزة، مضيفًا لأنه يتميز بأدوات متواضعة وبرأس مال قليل يمكن تحصيله".

اختر تخصصك

على الصعيد ذاته، دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جميع الطلبة الناجحين في شهادة الثانوية العامة لزيارة موقع "اختر تخصصك" قبل تعبئة طلبات الالتحاق بالجامعات.

ويتضمن موقع "اختر تخصصك" ما يلي: " كيف تختار تخصصك، التخصصات الراكدة والمشبعة والمطلوبة في القطاع العام، التخصصات المطلوبة في القطاع الخاص المحلي، التخصصات المطلوبة لسوق العمل إقليمياً، التخصصات الحاصلة على اعتمادات عالمية أو إقليمية في الجامعات الرسمية والخاصة، أهمية التعليم التقني، طلبات ديوان الخدمة المدنية، دراسات ومعلومات.

ويهدف الموقع لاختيار تخصص المستقبل الذي يلائم قدرات الطالب ويتوافق مع رغباته ويتطابق مع حاجات سوق العمل، وللدخول اضغط هنا

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء عام (2018)، فقد استوعب السوق المحلي حوالي ألفي فرصة عمل في العام 2018 للأفراد (20-29 سنة) الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس، ويبلغ عدد خريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية بمعدل 40 ألف خريج وخريجة سنوياً، فيما بلغ عدد المتقدمين لامتحان شهادة الثانوية العامة "الانجاز" في العام الدراسي 2018/2019 حوالي 76 ألف طالباً وطالبة.

ويوضح تقرير الاحصاء أن من بين تخصصات مختارة للعام 2018، سجل تخصص الأعمال التجارية والإدارية النسبة الأعلى بين الأفراد بنسبة (27%)، ويليه تخصص علوم تربوية وإعداد معلمين بنسبة (16%)، ثم تخصص علوم تربوية وإعداد معلمين في الضفة وقطاع غزة.

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND