ما سبب ارتفاع الدولار رغم الأزمة المالية العالمية ؟ | سمارت إندكس

أخبار

أخبار متنوعة

ما سبب ارتفاع الدولار رغم الأزمة المالية العالمية ؟



رام الله - سمارت إندكس

تترنح اقتصادات العالم بقوة و اهتزت معها الارض تحت اقدام المستثمرين و أباطرة المال في “وول ستريت” كان التفشي المتسارع لفيروس كورونا المستجد، هو الداعم الأكبر لمؤشرات البطالة الامريكية، فيما كانت هذه الإحصاءات المزعجة ليس لها اي ارتداد سلبي على الدولار، و الذي لا يزال رغم الاسواق المضطربة في وضع قوي.

و بحسب المؤشرات فقد استمر تربع الدولار على عرش العملات رغم الأزمة، و شهد مؤشر “دولار إندكس”، الذي يقيس قيمة العملة الخضراء في مقابل سلة عملات رئيسية أخرى، ارتفاعا بأكثر من 6 في المائة، مقارنة بأقل مستوى له لهذا العام في مطلع آذار (مارس). و في مقابل اليورو ارتفع الدولار بنسبة 3.5 في المائة منذ الأول من كانون الثاني (يناير).

وقبل أي شيء فإن الارتفاع في قيمة الدولار يعود  إلى كونه الأكثر طلبا في العالم، و يزداد هذا الطلب في أوقات الأزمات و التي تكون فيها الملاذات الاستثمارية الآمنة هي ما يبحث عنها المستثمرون.

و يتحدث  “كيت جوكس” المسؤول في مصرف “سوسيته جنرال” الفرنسي عن استراتيجية سوق العملات فيما يسميه “امتيازا مفرطا للدولار”.ويلفت إلى وجود “أناس كثر يريدون باستمرار الحصول على كثير من الدولارات، طالما أن الوضع كذلك سيكون ممكنا الاستمرار في إصدار الأوراق النقدية من دون إضعاف العملة”.
ولهذا لم تؤد تدخلات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مرارا و تكرارا في الأسابيع الماضية إلى التأكد من أن السيولة كافية في السوق، إلى ارتفاع فعلي في قيمة الدولار.

يقول جو مانيمبو من مجموعة “ويسترن يونيون” لتحويل الأموال أن “التدابير التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي الامريكي لتسهيل توفر الدولار والنفاذ إليه في العالم أدت في أحسن الأحوال إلى إبطاء وتيرة ارتفاع قيمة العملة”، لكن “الطلب على الملاذات المالية في الجو السائد راهن أقوى من خطوات الاحتياطي الفيدرالي”.
كما أن حاجة الشركات الملحة إلى الأموال النقدية هي السبب الآخر في جاذبية العملة الخضراء، في ظل تراجع إيرادات استثماراتهم جراء الأزمة الحالية.

و يظل الدولار في موقع قوي أيضا كونه أكثر العملات تداولا في العمليات اليومية في سوق العملات في العالم.
ولذلك أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في منتصف الشهر الماضي تسهيل المبادلات للعملات مع مصارف مركزية أخرى عدة حتى تتمكن من زيادة احتياطها من العملة الامريكية.

كما أشار جوكس إلى أن هذا الطلب على الدولار يسجل ارتفاعا، خصوصا في البلدان النامية، التي تستحوذ الديون بالدولار على القسم الأكبر من مديونيتها، ويقول “لن تتمكن كل هذه الدول من الخروج بسهولة” من هذا الوضع.

من جهته قال دانيال كاتزيف من مصرف “بي إن بي باريبا” أن ارتفاع سعر الدولار في مقابل العملة الاوربية إلى “عدم وجود رد ضريبي منسق في منطقة اليورو”، ما كان له انعكاس سلبي على العملة الأوروبية الموحدة.
كما أشار إلى أن العملة الأمريكية أستفادت أيضا من التراجع الكبير في أسعار النفط المسعرة بالدولار منذ مطلع العام، ما كان له الأثر في تعزيز موقع العملة الأمريكية في مقابل عملات أخرى مرتبطة بشكل قوي بالنفط مثل الروبل الروسي والكرونة النرويجية والدولار الكندي.

وقبل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد ، كان سعر صرف العملة الأمريكية مرتفعا، إذ  أنها استفادت من الأداء الجيد للاقتصاد الاميريكي الاكبر في العالم، الذي حاز اشادات لكثير من المحللين الاقتصاديين.
فيما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قلقا من هذا الارتفاع، إذ أن هذا الارتفاع الكبير في قيمة العملة الأمريكية قد يتسبب في زيادة أسعار الصادرات الأمريكية بدرجة كبيرة، والذي يقيد قوتها التنافسية في خضم حرب تجارية مع الصين هي الأشرس منذ عقود.

ويرى بعض الخبراء و المحللين أن التبدلات المتأتية من جراء تفشي فيروس كورونا المستجد قد تؤدي الى إعادة خلط الأوراق، فيما لم يترجم هذا الأمر على الأرض حتى الان.
كاثي ليين من شركة “بي كاي أسيت مانجمنت” تقول إن “مسألة (استمرار) هيمنة العملة الخضراء ستطرح في الأسابيع المقبلة”.

كما أضافت أن “المستثمرون اشتروا الدولار مع الرهان على أن باقي أنحاء العالم ستسجل انكماشا اقتصاديا لفترة أطول من الولايات المتحدة، إذ إن تعافي الاقتصاد العالمي مستحيل دون حصول ذلك في الولايات المتحدة”.
وتابعت ليين قائلة “فيما هذا الأمر حقيقي جزئيا، تشهد البيانات المسجلة في بلدان عدة تدهورا منذ أسابيع عدة، في الولايات المتحدة، بدأنا للتو نرى أثر (كوفيد – 19) في الإحصاءات الوطنية، وفي بعض الحالات لا تزال هذه الأرقام بحاجة إلى تحديث”.

ان ثقة المستثمرين الكبيرة في النظام السياسي و النظام الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية ليست بلا حدود، فإذا فقد المستثمرون ولاءهم للدولار في نهاية المطاف،فإن بيع الديون الأمريكية سيكون بالسرعة التي تؤدي الى سقوط و انهيار العملة الامريكية . و لكن على عكس المتوقع، فان الولايات المتحدة و حتى الان تجد في الأزمات العالمية الترياق المنشط للعملة الخضراء .

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND