معرض للطعام العربي بالقدس يتيح للزوار تجربة المأكولات التاريخية | سمارت إندكس

أخبار

أخبار متنوعة

معرض للطعام العربي بالقدس يتيح للزوار تجربة المأكولات التاريخية



رام الله - سمارت اندكس

تتنقل سارة من مدينة موديعين وسط إسرائيل بسعادة غامرة بين موائد الطعام لتذوق الأطباق العربية ضمن معرض الطعام العربي التاريخي الذي يقام في متحف الفن الإسلامي في مدينة القدس.


وقالت سارة بابتسامة وهي تتذوق طبق الحمص الذي تم إعداده بناء على وصفة من القرن الرابع عشر، ومزين بالمكسرات المحمصة والفستق كما كان يقدم في العصور الوسطى "أعشق الطعام العربي، أنه رائع وصحي أيضا، لقد جربت أصنافا عديدة ضمن المعرض".


وأضافت سارة التي تشارك في المعرض للمرة الأولى لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أغلب الطعام الذي جربته لا يحتوي على التوابل فقط القليل من الملح والفلفل، وهذا شيء جيد جدا للصحة".


ومن جانبها، قالت الزائرة أورنا، "أحب تجربة الأشياء الغريبة، و الطعام العربي الشرقي يلقى رواجا بيننا (الإسرائيليون)"، مشيرة إلى أنها ستقترح على ابنها الذي يعمل في مهنة الطبخ لزيارة هذا المعرض.


ويحمل المعرض الذي افتتح مؤخرا اسم "قصص النكهات" ويعرض عملية ولادة وتطور المطبخ العربي وفق وصفات من العصور الوسطى من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر ميلادي، وطرق الطبخ التي كانت تستخدم في ذلك الوقت وغير مألوفة لذوق الإنسان الحديث.


ويسير المعرض على خط زمني يبدأ بالطعام البسيط الذي ميز الحياة البدوية في الصحراء، والذي يعتمد بشكل أساسي على حليب الإبل والتمر ولحم الإبل، مروراً بالثقافة الغذائية الغنية التي تطورت في العصور الوسطى حول مدينتي بغداد والقاهرة، والتي شملت ابتكار الوصفات، وبناء قصور السكر، وتأليف كتب الطبخ، وألعاب الطهاة ومسابقاتهم، وصولاً إلى الطعام الذي كان يتمتع به السلاطين العثمانيون.


وقال الطاهي داريو فينوبور لوكالة أنباء ((شينخوا))، وهو يضع اللمسات الأخيرة على طبق عربي عمره حوالي 1400 عام "أغلب الوصفات التي قمنا بطبخها في المعرض تبدو مشابهة لما لدينا اليوم من الحمص ولكنها مختلفة بسبب التوابل الموجودة فيها وأيضا استبدلنا الليمون بالخل والجوز".


وأضاف فينوبور الذي درس على مدار عشرة أشهر طرق إعداد المأكولات العربية استعدادا للمعرض ل ((شينخوا)) "قمت بإعداد طبق الثريد وهو طبق إسلامي شهير المكون من القمح وشوربة اللحم والخبز"، مشيرا إلى أن هذا الطبق يحتاج إلى طهي لمدة 36 ساعة حتى تذوب كل المكونات داخله لنحصل على مذاق رائع.


وأوضح فينوبور الذي يعمل طاهيا منذ 23 عاما أنه يحب طهي الطعام الآسيوي خصوصا الوصفات القديمة، لافتا إلى أن الطعام الآسيوي القديم يعتمد في طبخه على المياه، وهذا شيء مختلف عن الأطعمة والنكهات الموجودة اليوم في إسرائيل.


داخل المعرض، عرضت أصناف بعضها لم يعد له وجود اليوم مثل سمك سكوابجي، وهو طبق من القرن العاشر الميلادي اختفى من صفحات التاريخ، وطبق صباج نباتي وهو طعام كان ينسب إلى ملوك الفرس في وقت مبكر من القرن العاشر.


بالإضافة إلى ذلك، عرض الطهاة طبق المجدرة وهي أكلة عربية تراثية تتكون من الأرز والعدس وهو طبق شهير شبيه بالطبق المصري "الكشري".


وقال محمد عليان مسؤول التسويق في متحف الفن الإسلامي إن المعرض يهدف إلى إظهار تطور الطعام والمائدة العربية والإسلامية عبر العصور، وإطلاع اليهود وغير العرب في إسرائيل على الثقافة الإسلامية.


وأضاف عليان في تصريح لـ ((شينخوا)) "الأكل العربي يتمتع بميزتين أساسيتين الأولى أنه صحي والثانية أنه قليل التكلفة"، موضحا أن الطعام "ثقافة تربط الشعوب ببعضها البعض، لأن الجميع لديه الفضول لتجربة ما يأكله الآخرين".


ويحتوي المعرض أيضا على بعض الأواني التي كان يستخدمها العرب في الطهي قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948 كما عرض خلاله فيلم على شاشة للأسواق القديمة التي كانت تبيع الطعام وأواني الطبخ في المنطقة.


واستعرض الفيلم أيضا بعضا من الوصفات التي تم إعدادها وتقديمها للضيوف، في حين حاكى الفيلم طرق إعدادها ومكوناتها عودة للحقبة التاريخية التي اخترعت فيها تلك الأطباق.


وقال عليان إن الفيلم يحاكي طرق إعداد الأطباق كيف بدأت بالأصل وتطورت وصولا إلى اليوم، مضيفا "الفكرة من وراء العرض المرئي خلق تفاعل مع جمهور الزائرين والعودة به بالزمن إلى صور الأسواق القديمة التي كان يباع فيها الطعام كيف بدت عليه الحال حينها، وتداخل الموروث الثقافي والاجتماعي فترتها مع طرق إعداد المأكولات المعروضة".


وأوضح عليان أن اليهود في إسرائيل أدخلوا إلى مطبخهم العديد من المأكولات العربية، وأضاف أن اليهود تعلموا الكثير من أصول الطبخ من المطابخ العربية التي كانت موجودة هنا قبل عام 1948.


وقال عليان إن جزءا كبيرا من الطعام الفلسطيني بشكل خاص وفي الشرق الأوسط بشكل عام يعتمد على زيت الزيتون .


وحول الإقبال على المعرض هذه المرة يقول عليان إن أغلب الزوار كانوا من اليهود، لأن الظروف الاقتصادية تسمح لهم بالتنقل بشكل أفضل من العرب الذين لا يستطيعون أيضا المجيء إلى القدس الغربية بسبب التوترات السياسية وتوقع أن يتوافد المزيد من الطلاب الفلسطينيون على المعرض مع بدء السنة الدراسية الجديدة في سبتمبر المقبل.

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND