غزة - سمارت إندكس - ركود موسمي ما زال يلاحق أسواق المواشي والأضاحي في قطاع غزة، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، بفعل حصار خانق منذ ما يزيد على 12 عامًا ونيف، الأمر الذي يفتك بهم في أيامهم المعدودة التي ينتظروها على أحر من الجمر.

تكدّس المواشي في مزارع القطاع هاجس يتخوف منه أصحاب المزارع، لا سيما مع تردي الأوضاع الاقتصادية والخصومات والتأخير الذي يلحق بموظفي السلطة وغزة والمستفيدين من شيكات الشؤون الاجتماعية، ما ينعكس سلبًا على موسم الأضاحي.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" هاتفت تاجرين من أصحاب مزارع المواشي بغزة، للاطلاع على أسعار الأضاحي، ومدى القدرة الشرائية للمواطنين وتوقعاتهم للموسم الحالي مقارنة بالسنوات الماضية.

"إقبال ضعيف"

التاجر سامي البطنيجي، أكد ضعف إقبال المواطنين على شراء المواشي هذا العام، مشيرًا إلى أن شريحة قليلة من المواطنين هم الذين يضحون باستمرار في موسم الأضاحي لصعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، لافتًا أن الأيام المقبلة من تحدد طبيعة نجاح الموسم.

وأوضّح البطنيجي لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "الجمعيات الخيرية تساهم بشكل كبير في تحسين القدرة الشرائية بالنسبة إليهم المغتربين الذي يرسلون الأموال لذويهم في غزة لشراء الأضاحي".

وأكّد أن تجار المواشي أصبحوا على دراية وخبرة بأوضاع السوق المحلي وكيفية التعامل مع كميات المواشي التي يجب استيرادها، مبينًا أنهم يستوردن كميات محدودة وحسب الطلب ووفق حاجة السوق، حتى لا تتكدس لديهم المواشي ويتكبدون الخسائر. على حد قوله.

على الصعيد ذاته، ذكر البطنيجي أن هناك بعض المضحيين في العام الماضي انتظروا انخفاض أسعار المواشي في الأيام الأخيرة لعيد الأضحى، و تفاجأوا بارتفاع أسعار المواشي بزيادة من (1 -2) شيكل في الكيلو الواحد.

في السياق ذاته، قال حسن أبو حطب صاحب مزرعة للمواشي جنوب قطاع غزة، إن أسواق الأضاحي تشهد إقبالًا ضعيفًا بشكل عام رغم انخفاض أسعار الأضاحي مقارنة بالأعوام السابقة، مبينًا أن نجاح الموسم مرتبط بتحسن الظروف الاقتصادية ووفق الرواتب التي يتم صرفها لموظفي السلطة وغزة. 

وأضاف أبو حطب لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن نسبة رواتب الموظفين وصرف شيكات الشؤون تساهم قليلًا في تحسين القدرة الشرائية، مشيرًا أن الأيام الأخيرة قبيل عيد الأضحى هي من تحدد نسبة الاقبال والقدرة الشرائية بشكل دقيق.

"نصيحة للمضحّين"

ونصح المضحين بشراء المواشي "الإسرائيلية" التي تحتوي على كمية لحوم أكثر من غيرها مثل "المعراب والسمنتال والليموزين والبلجيكي"، مبينًا أن كمية اللحوم تبلغ فيها 60 % من وزن العجل قائمًا، على خلاف المواشي المصرية.

وأوضّح أن المواشي المصري المستوردة تتميز بطعمها الجيد لكنها ليست كالمواشي الإسرائيلية، حيث تبلغ نسبة اللحوم فيها من (50 -55) % من نسبة وزن العجل قائما، مستدركا أنه يتلقى شكاوى كثيرة من المضحين الذين يبتاعون العجول المصرية لقلة كمية اللحوم فيها.

ويلفت أبو حطب أنه طرأ انخفاضًا على أسعار الخراف لـ (5) دنانير في الكيلو الواحد مقارنة بالعام الماضي بمقدار نصف دينار بسبب قلة الطلب وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين في الاقبال على شراء المواشي.

"الحصار يؤثر" 

بدورها، أعلنت وزارة الزراعة بغزة عن توفر الكميات المناسبة التي تلبي حاجة المستهلكين في موسم الأضاحي هذا العام، مؤكدة أن الحصار المطبق الذي يعايشه قطاع غزة يؤثر سلبًا على نجاح موسم الأضاحي من ناحية القدرة الشرائية   

وعن كميات المواشي المتوفرة في القطاع، قال الناطق باسم الوزارة أدهم البسيوني في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه يتوفر ما يقارب (12 ألف) رأس من العجول، وحوالي (30 ألف) رأس من الأغنام، مبينًا أن الأسعار تحددها حالة العرض والطلب والقدرة الشرائية لدى المضحين.

ويستهلك قطاع غزة ما يزيد عن 10 آلاف رأس من العجول والمواشي خلال موسم عيد الأضحى، والتي تعمل وزارة الزراعة على توفيره كل عام من الإنتاج المحلي والمستورد.

ويأمل البسيوني، أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة حتى يحظى أصحاب المزارع بموسم جيد يلبي حاجتهم وحاجة السوق وتعويض خسائرهم في السنوات المنصرمة.

ووفق ما تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية مع أصحاب المزارع بشأن أسعار المواشي للموسم الحالي، فجاءت الأسعار كما يلي بالكيلو الواحد قائمًا:

خروف الحملة (4.5 دينار)

خروف الميري (4.5) دينار

خروف بلدي (5) دنانير.

خروف عساف وزن ثقيل (5.5) دينار.

خروف عساف خفيف (6) دنانير.

أما أسعار العجول، كما يلي

العجل الليموزين (19) شيكلًا.

العجول من نوع الشراري والسمنتال والمعراب (18) شيكلًا.

العجل الهولندي (16) شيكلًا.

وتبلغ أسعار العجول المستوردة ما بين (17- 18.5).

ويعيش ما يزيد عن مليوني فلسطيني بقطاع غزة في أوضاع اقتصادية ومعيشية حرجة جدا؛ بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض لأكثر من 12 عاما، وحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في يوليو 2019 فإن نحو 53 بالمائة من سكان غزة يعانون من الفقر، و34% يعانون من الفقر المدقع.

وكالة فلسطين اليوم الإخبارية