تقرير بالرغم من قيود الاحتلال.. السردين تعايد صيادي الأسماك في غزة | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية محلية

تقرير بالرغم من قيود الاحتلال.. السردين تعايد صيادي الأسماك في غزة



غزة - سمارت إندكس

بدا المشهد في الرصيف الجنوبي من ميناء غزة وتحديدًا عند إياب الصيادين من رحلات الصيد المميتة في بحر غزة في الساعات الأولى من صباح اليوميْن الماضيين، مغاير تمامًا، إذ اعتلت ابتسامات واسعة وجوههم بعد أن تمكنوا من صيد أكثر من 40 طنًا من أسماك السردين.

وتعدّ هذه الأنواع من الأسماك الشعبية المحببة كثيرًا للمواطنين في قطاع غزة الذي يطل على البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 42 كيلومترًا، ويعتمد سكانه وتعدادهم يزيد عن مليوني ومئة ألف نسمة، على الأسماك كمصدر أساسي في الأمن الغذائي.

 

ويصادف صيد السردين وأنواع أخرى من الأسماك منها البذرة والسكمبلة، مع موسم توافرها في المناطق المسموح للصيادين الغزِّيين الإبحار فيها بقرار تفرضه بحرية الاحتلال الإسرائيلي وفق إجراءات أمنية مشددة تطال أحيانًا الصيادين وتؤدي إلى استشهادهم أو اعتقالهم ومصادرة قواربهم أو تدميرها.

ووثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان منذ بداية عام 2023، وحتى منتصف مارس/ آذار الماضي، إصابة 4 صيادين بنيران بحرية الاحتلال، واعتقال 6 آخرين، واحتجاز قاربي صيد، وإعطاب قارب صيد واحد.

اقرأ أيضًا: "المنخفض الجوي".. وفرة في الأسماك وتعويض لخسائر الصيادين

وجلس الصياد حسن أبو ريالة، يرتشف كوبًا من القهوة على رصيف الميناء بعد أن باع كميات السردين والبذرة التي أخرجها من عمق المياه.

يملك أبو ريالة البالغ (52 عامًا) 6 قوارب مختلفة الأحجام والمهام، يصحبها معه كلما خرج في رحلة صيد تمتد لساعات طويلة ليلًا في عرض البحر.

وقال لصحيفة "فلسطين": إنه أبحر مسافة 6 أميال حتى يصل إلى أماكن تجمع أسماك السردين وغيرها.

وأضاف: أنه اصطاد في يومين 40 بكسة (صندوق بلاستيكي) بذرة و85 بكسة سردين، بوزن 14 كيلوجرامًا للبُكسة الواحدة تقريبًا.

وكان أبو ريالة انضم إلى العمل في مهنة الصيد عندما بلغ (12 عامًا)، وقد ورثها عن والده وأفراد عائلته، وهي مصدر دخله الوحيد الذي يعيل به أسرته التي تسكن مخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة.

وتابع: أن كميات السردين والبذرة التي خرجت بعد العيد لم نرَ مثلها منذ ما يزيد عن 5 أعوامٍ مضت.

 

وأكمل بضحكة عالية: "لقد جاءت لتُعايد الصيادين".

وبالرغم من كميات الصيد الكبيرة، إلا أنها لا تغطي إلا جزءًا قليلًا من الالتزامات المالية المستحقة على أبو ريالة منذ سنوات، بسبب عمليات الصيانة الدورية الواجب إجراؤها للقواربِ المُتهالكة، واستهلاكها كميات كبيرة من الوقود لتمخُر عباب البحر.

ولم يكن متاح للصيادين بالإبحار في عيد الفطر الذي صادف أول أيامه الجمعة الماضية، بقرار من الشرطة البحرية لكنها سمحت لهم النزول للبحر في ثالث أيام العيد.

وفور أن تلقى الصياد وليد اُعرم (32 عامًا)، نبأ فتح البحر أمام الصيادين، سارع لركوب قاربه وتعرف محليًا باسم "حسكة موتور"، والإبحار بواسطته لمسافة تزيد عن 3 أميال.

 

وقال لـ "فلسطين": إنه "يستغل المواسم المخصصة للصيد لإخراج كميات وفيرة وتحصيل قوت أسرته"، وتضم زوجته وابنيه وابنتيه.

وأضاف: أنه تمكن من صيد 50 كيلوغرامًا في اليومين الذي سمح للصيادين النزول للبحر، متوقعًا صيد كميات أخرى في الأيام المقبلة.

اقرأ أيضًا: "ثابت": 4923 طنًّا معدل إنتاج غزة من الأسماك العام المنصرم

 

ويعدّ صيد الأسماك من المهن المتوارثة في عائلة الصياد اُعرم، إذ يعمل والده وغالبية أفراد عائلته في البحر منذ سنوات طويلة، لكن هذا الشاب لم ينسَ أن يكمل تعليمه ويحقق طموحه بنيل درجة الماجستير في تخصص الخدمة الاجتماعية، وقد اقترب من تحقيق ذلك حسب قوله، ولم يبقَ أمامه سوى رسالة الماجستير.

وعندما ينتهي الصيادون من رحلة الصيد يضعون أسماكهم لدى ما يعرف بـ"الدلال" في الجهة الجنوبية من ميناء غزة، وبواسطته تباع الأسماك للتجار لينقلوها بدورهم إلى الحسبة والمحال الخاصة بتجارة الأسماك المنتشرة في أسواق مختلفة من القطاع، وهذا ما ينطبق تمامًا على الصياديْن اُعرم، وأبو ريالة.

أما عن أسعار أسماك السردين، فقد بلغ ثمن البُكسة الواحدة بزنة 14 كيلوجرامًا من الصياد إلى الدلال، 70 شيقلًا، أما البذرة فقد تراوح ثمن البكسة الواحدة ما بين 15- 20 شيقلًا، بحسب قولهما.

وتابعا حديثهما: إن "الصيادين يعدون موسم السردين والبذرة صيد ثمين، وهي موجودة في بحر غزة طيلة أيام العام، لكنها تكثر في منتصفه، وكذلك خلال موسم التشارين (أكتوبر/ تشرين الأول- نوفمبر/ تشرين الثاني)".

 

ويعتقد الصياد المسن رشاد الهسي البالغ (79 عامًا)، أن سبب وجود أسماك السردين بكميات كبيرة حاليًا يعود إلى أن المنطقة الجنوبية من بحر غزة، والتي تقع داخل الحدود المصرية، لا تشهد إقبالًا من الصيادين، ما يجعل الأسماك هناك تكبر وتترعرع، وهو ما يعرضها لهجوم أسماك أكبر منها تبحث عن الغذاء، ويؤدي ذلك إلى هروب السردين والبذرة إلى بحر غزة، حسب رأيه.

 

وبحسب المدير العام للثروة السمكية في وزارة الزراعة وليد ثابت، فإن كمية أسماك السردين التي أخرجها الصيادون بلغت 21 طنًا، إضافة إلى 8 أطنان من البذرة، و12 طنًا من السكُمبلة.

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر كميات الأسماك الكبيرة في ميناء الصيادين وأسواق غزة، وقد تهافت عليها المواطنين وبيع لهم الكيلوغرام الواحد، بمتوسط يتراوح 10- 12 شيقلًا.

 المصدر  تقرير/ أدهم الشريف - صحيفة فلسطين


 

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND