غزة - سمارت اندكس

بأيدٍ متشققة يكسوها الغبار، وبوجه شاحب تعلوه ابتسامة النجاح، وبجهود حثيثة نابعة من حب التطوير والإبداع، وبخطوات ثابتة ما نظرت يوما للوراء، وبتوجيهات ودعم وزارة العمل الفلسطينية في قطاع غزة، حصد الشاب هيثم طافش أولى خطوات النجاح في سوق العمل، وأرسى لنفسه اسما بين الحرفيين والمهنيين في مدينة غزة.

التحق الشاب طافش عام 2014 بمركز تدريب مهني الإمام الشافعي التابع لوزارة العمل في مدينة غزة، واختار تخصص النجارة ليكون رفيقا له في الحياة، ومهنة تعلق قلبه بها، وحرص على أن يتقن جميع فنونها ومهاراتها.

تلقى طافش لمدة عام جميع المهارات والكفايات المهنية في مهنة النجارة، وتخرج عام 2015 حاملا شهادة الدبلوم المهني في تخصص النجارة، وعمل منذ تخرجه وحتى عام 2022 في العديد من ورش النجارة في مدينة غزة، وطور من مهاراته وصقلها وفقا لاحتياجات وتطورات سوق العمل المحلي.

ظل الشاب طافش يعمل في الورش والمناجر حتى منتصف عام 2022، إذ برز له أحد الإعلانات المنشورة على موقع وزارة العمل، والتي كانت بداية نقطة التحول الحقيقي في مسار حياته العملية والمهنية.

مشروع جذور

أطلقت وزارة العمل منتصف شهر يونيو من العام 2022 مشروع دعم واحتضان المشاريع الصغيرة الناشئة لخريجي مراكز التدريب المهني الباحثين عن عمل-جذور.

وأوضح مدير عام خدمات التشغيل بوزارة العمل أ. محمد طبيل أن الهدف من المشروع تقديم خدمات الإقراض في اتجاه إنشاء مشاريع وأعمال اقتصادية صغيرة ومتناهية الصغر ومجدية، إضافة إلى اختيار أفضل مجموعة من المشاريع لتقديم قروض حسنة لبدء مشاريعهم التي تمكنهم من إيجاد دخل يكفي أسرهم.

وأشار طبيل إلى أن مشروع جذور يعتبر الأول من نوعه باستهدافه المهنين وتوفير دعم واحتضان لمشاريعهم الصغيرة من أجل تسهيل حصولهم على فرص عمل، بدعم وتمويل كريم من مؤسسة أحباء غزة ماليزيا.

ونوه إلى أن المشروع يخدم فئة الأشخاص المهنين والباحثين عن عمل، من المسجلين عبر نظام سوق العمل الفلسطيني والراغبين بإنشاء مشاريع صغيرة توفر لهم حياة كريمة، بنظام القروض الحسنة.

النجاح الأول

سجل الشاب طافش عبر رابط مشروع جذور، واستكمل كافة الإجراءات اللازمة، ووضعا تصورا دقيقا لمشروعه، حيث وقع عليه الاختيار ليكون ضمن تمويل المرحلة الأولى من مشروع جذور.

مولت وزارة العمل من خلال صندوق جذور مشروع إنشاء منجرة الشاب هيثم طافش في منزله بمنطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة، بقيمة 5000 دولار.

وتابعت طواقم الوزارة مشروع إنشاء المنجرة من الصفر، وقامت بتوريد الأجهزة والمعدات اللازمة والحديثة التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى مواد الخام الأساسية لعمل المنجرة.

وبعد نحو الشهرين من إنشاء المنجرة، شاركت وزارة العمل الشاب طافش فرحته في تفصيل أو طقم نوم متكامل من عمله الخاص في منجرته الخاصة.

وتعقيبا على هذا النجاح، قال طافش :"كنت أعمل لمدة 7 أعوام أجيرا عند الناس في مناجرهم، واليوم بفضل الله، ثم بفضل مشروع جذور، نجحت في إنشاء منجرتي الخاصة، التي أصبحت واقعا بعدما كانت حلما بعيدا".

وأضاف طافش :"نجحت من خلال خبراتي التي اكتسبتها من مركز الإمام الشافعي للتدريب المهني التابع لوزارة العمل، وبفضل مشروع جذور، من تحقيق النجاح الأول بتفصيل أول طقم نوم متكامل من عملي في ورشتي الخاصة".

وتابع :"اليوم أشارككم أول نجاحاتي من داخل منجرتي الخاصة الممولة من مشروع جذور، نجحت في الخروج من صفوف البطالة، وتمكنت من تشغيل العديد من الشباب معي في منجرتي، وأتمنى أن يكبر عملي، وأن أحقق اسما مميزا في مجال الموبيليا في قطاع غزة".

وتقدم طافش بالشكر لوزارة العمل، ومؤسسة أحباء غزة ماليزيا على دعمهم للمشاريع الصغيرة، والاهتمام بالشباب، وحرصهم على أدق التفاصيل التي تضمن لهم النجاح، مطالبا المؤسسات المانحة بالتوجه نحو دعم مشاريع الشباب، والحرص على توفير فرص عمل كريمة لهم.

قيمة المشروع

كشفت أ. إسلام اليازوري رئيس قسم المشاريع الصغيرة ومنسق مشروع جذور في وزارة العمل، أن المشروع ممول بشكل كامل من مؤسسة أحباء غزة ماليزيا في قطاع غزة، بقيمة 80 ألف دولار.

وأشارت اليازوري إلى أن الوزارة أطلقت المرحلة الأولى من المشروع، واستفاد منه 22 شابا في قطاع غزة، تم تمويلهم بمبالغ تتراوح بين 1000-5000 دولار لكل مشروع، بنظام القرض الحسن.

وأكدت حرص وزارة العمل على فتح أسواق العمل للشباب والسيدات، وتمويل المشاريع الصغيرة، التي تهدف إلى التخفيف من نسبة البطالة في قطاع غزة، وتضمن توفير فرص عمل كريمة للعمال والخريجين.

ونوهت اليازوري إلى أن وزارة العمل ستعمل خلال الفترة المقبلة على عرض قصص النجاح لجميع الشباب الذين تم تمويل مشاريعهم الصغيرة ضمن صندوق جذور.

وتبذل وزارة العمل جهودا كبيرة مع كافة الجهات والمؤسسات المانحة، من أجل توفير التمويل والمشاريع التي توفر فرص عمل لسكان القطاع المحاصر، وتعمل على التخفيف من معاناتهم