الحرب تثير مخاوف أزمة غذاء عالمية .. وفرنسا : الصراع سيجلب خطر المجاعة قريبا | سمارت إندكس

أخبار

أخبار اقتصادية دولية

الحرب تثير مخاوف أزمة غذاء عالمية .. وفرنسا : الصراع سيجلب خطر المجاعة قريبا



غزة - سمارت إندكس

تهدد الحرب الروسية - الأوكرانية بالتسبب في مجاعة في أجزاء من العالم بسبب مكانة البلدين كمصدرين رئيسين للمنتجات الزراعية، وفقا لتحذيرات وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس.
ويعمل الاتحاد الأوروبي على وضع خطة لزيادة مساحة أراضي الكتلة التي يمكن تخصيصها للإنتاج الزراعي وتخفيف قيود استيراد الأعلاف الحيوانية والبحث في تقديم المزيد من المساعدات المباشرة لمزارعي الاتحاد الأوروبي، على ما أفاد وزراء الزراعة.
وبحسب "الفرنسية"، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أثناء توجهه إلى اجتماع منفصل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الصراع "سيجلب قريبا خطر المجاعة" ما يؤثر في الأمن الغذائي ليس فقط في أوروبا لكن في كل أنحاء العالم.
وأوضح "نحن نحتاج إلى التطرق لقضية الأمن الغذائي العالمي لأننا نعرف حجم إنتاج الحبوب، خصوصا من أوكرانيا وروسيا، ونرى عواقب الحرب".
وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدرة للمواد الغذائية المزروعة والأسمدة خصوصا القمح والذرة وبذور عباد الشمس.
تعد روسيا أكبر مورد للأسمدة النيتروجينية وثاني أكبر مورد للأسمدة البوتاسية والفوسفورية.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" الأسبوع الماضي إن الأسعار العالمية للحبوب والأسمدة قد ترتفع بنسبة تراوح بين ثمانية و22 في المائة نتيجة الحرب في أوكرانيا وتأثيرها في سلاسل الإمداد.
وتوقعت أيضا أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون نقص التغذية بنحو ثمانية ملايين ليصل إلى 13 مليون شخص خلال العام الحالي والعام المقبل ولا سيما في منطقة آسيا المحيط الهادئ وإفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبحسب "رويترز"، قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي الجمعة إن سلاسل الإمدادات الغذائية في أوكرانيا آخذة في الانهيار مع تدمير البنية التحتية الرئيسة مثل الجسور والقطارات بالقنابل، كما بات الكثير من متاجر البقالة والمستودعات خالية من السلع.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية أمس إن جميع موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود وبحر آزوف ما زالت مغلقة مؤقتا أمام السفن التي تسعى للدخول أو الخروج.
وبعد فترة وجيزة من التدخل العسكري الروسي في 24 شباط (فبراير)، علق الجيش الأوكراني عمليات الشحن التجارية من موانئ البلاد ما أثار مخاوف من تعطل الإمدادات من أوكرانيا التي تعد واحدة من أكبر مصدري الحبوب والبذور الزيتية.
يشار إلى أن الباحث الفرنسي سيباستيان أبيس قال "انطلق سباق محموم لتخزين الحبوب وستكون له عواقب على الجميع، والانهيار المخيف للقوة الزراعية العظمى، التي تمثلها أوكرانيا يطرح مسألة الأمن الغذائي العالمي، من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود آسيا".
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن "الحرب في أوكرانيا تعني الجوع في إفريقيا"، بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من "إعصار من المجاعات" يمكن أن يضرب عديدا من الدول الضعيفة في الأصل.
يؤكد سيباستيان أبيس أن "انعدام الأمن الغذائي يفرض أولا على الأوكرانيين، إذ تضطر عائلات كثيرة إلى الفرار، فيما يواجه الباقون مشكلة توفير الطعام، فيما يتطاير الرصاص من حولهم".
لكن الذعر سرعان ما استحوذ على العالم، يقول أبيس "لقد بالغت الأسواق في رد فعلها لأن أوكرانيا قوة تصدير عظمى، فقد ارتفعت الأسعار فيما يتساءل الجميع من سيكون قادرا على تعويض الإمدادات الأوكرانية من القمح أو الذرة أو زيت عباد الشمس" الذي تؤمن كييف 50 في المائة منه في المبادلات التجارية العالمية.
بعض الدول مثل مصر، التي تستورد 90 في المائة من قمحها من روسيا وأوكرانيا، خفضت توقعاتها للواردات أو بدأت في البحث عن مصادر أخرى، و"اختارت دول أخرى مثل الأرجنتين الأمن الغذائي الوطني من خلال اتخاذ قرار بتعليق صادراتها من زيت فول الصويا" الذي تعد أكبر مصدر له في العالم. وعلى المدى المتوسط، تطرح عدة أسئلة وفق الباحث: ماذا سيحدث إذا وقعت الذرة الأوكرانية المخزنة في أيدي الروس؟ هل سنتمكن من شرائها تحت طائلة العقوبات؟ هل سيتم بيع هذه المنتجات تحت العلم الروسي أم الأوكراني؟ وعلى نطاق أوسع، يضيف "هل يمكن أن تستمر المنتجات ذات المنشأ الروسي في الانتشار؟ بعض الدول، بالنظر إلى احتياجاتها، ستستمر في شرائها". وفي إشارة إلى أن روسيا نفسها "قيدت صادراتها من الحبوب إلى أوراسيا"، التي تضم كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا وقرغيزستان، يتساءل عن وجهة هذه المنتجات، مشيرا إلى أن "الصين تواجه موجة جفاف كبيرة وستضطر إلى زيادة وارداتها".
من الآن، يمثل ارتفاع الأسعار مصدر قلق كبيرا لجميع الدول المستوردة: ليبيا "التي يأتي ثلثا قمحها من روسيا وأوكرانيا"، وإندونيسيا "ثاني أكبر مشتر في العالم"، وإثيوبيا "التي تعتمد أكثر من 30 في المائة من وارداتها على روسيا، وكذلك باكستان وتركيا وإريتريا".

الأوسمة

نسخ الرابط:

error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND